للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصخر أثناء خروجها حارة من النار وتركها حتى تبرد فتتجمد ويمكن عند ذلك طرقها

وكان متوشالح في النهاية حياته عندما أقبل عليه توبال؛ ولكن حكمته كانت تزداد على مدى الأيام. وكان ثاقب الفكر سريع الخاطر كحفيده الأصغر فأخذ القطع الغريبة من الحديد الأسود الذي جاء به توبال قابيل والقطع الساطعة من النحاس ووازن بين ثقليهما في يده وحاول اختبارهما بكل الأساليب، وأخبر توبال بأن هذا سر عجيب جداً مكتوم عن سائر العالم وأنه يجب أن يدرس هذه الصخور وأن يستمر في العمل بها وأن يتعلم ك الذي يستطيع تعلمه وأن يستعد لإشراك إخوانه الصيادين جميعاً وأهل قرابته هذه المعرفة ونشرها في أرجاء العالم

وعاد توبال قابيل إلى الجبال وأنشأ لنفسه مكاناً للنار أو فرناً ليحبس فيه روح النار ويستبقيها في خدمته، وأرسل كل الصيادين ليأتوا إليه بالأحجار من النوع الذي يذوب. وتعلم صنع قوالب من الطين يضع فيها المعادن الحارة. وليتمكن من إدخال الهواء تحت القدر صنع نوعاً من المنافيخ وصنع أسلحة لكل الصيادين والذين يتولون حراسة أهل الوادي

وكان الرجال يأتون من الأماكن البعيدة ومن الأماكن القريبة ليتعلموا فن توبال قابيل في صنع المعادن. وعلمهم وهو مسرور كل ما عرفه من الأسرار وكل الفنون التي كان يستفيدها من يوم إلى يوم

وكان الذي تعلمه خدمة لكل الناس لأنه كيف يمكن أن يعيش أهل الأرض وأن يغتنوا ما لم يتشاركوا - لمصلحة الجميع - فيما يستكشفه أي رجل أو فيما تصنعه أية قبيلة؟

تعلم كيف يحذق صنع الحديد ولم يكتف بأن يصنع الأسلحة للحرب بل صنع نصلاً ثقيلاً معقوفاً يستطيع الإنسان أن يحفر به الأرض اللينة قبل أن يلقي بها البذور، وأن يصنع نصلاً طويلاً وهو الذي نسميه الآن باسم المحراث. وبه استطاع أن يخط على الأرض خطوطاً طويلة يغرس فيها الحب

وصنع آلات أخرى كثيرة، واشتهر أمره في جهات بعيدة عن واديه، وعن الوديان المجاورة للجبال التي يقيم بينها، لا بل ذاع صيته عبر الأنهار وعلى حدود البحر الكبير، وذاع اسم توبال قابيل صانع كل سلاح قاطع أو منته بذبابة حادة، وأستاذ كل رجل يبغي العمل في

<<  <  ج:
ص:  >  >>