ومعنى البيت أن العلماء قد يتحاربون ولكنهم لا يتباغضون وشوقي لا يريد غير ذلك، وإنما نُشر البيت محرفاً ولم يفطن من يستشهدون به إلى ما وقع فيه من تحريف.
والقصيدة التي فيها (يا جارة الوادي) مطلعها هذا البيت:
شيعتُ أحلامي بطرف باك ... ولمحت من طرق الملاح شباكي
والناس يقرءون (لمحت)، وهي كذلك في الجزء الثاني من الشوقيات، وقد نُشر في حياة شوقي، ونقلها بعض المؤلفين عن نسخة الديوان بدون تصحيح، وأنشدها بعض الأدباء في محطة الإذاعة بدون تصحيح!
و (لمحتُ) فيها تحريف، والصواب (لممتُ) بلام وميمين من اللّم وهو الطي، وما أحسب شوقي يريد غير ذلك.
فأرجو القراء أن يصححوا هذين البيتين إن راقهم هذا التصحيح.
زكي مبارك
سؤال عن الربا
ذكرني السؤال الذي وجهه الأستاذ علي الطنطاوي إلى (المفكرين) من علماء المسلمين بسؤال كنت بعثت به إلى فقيد الإسلام المرحوم الأستاذ الإمام رشيد رضا في موضوع الربا بتاريخ ٤ شعبان سنة ١٣٥٢هـ ـ، وقد أجابني بجواب مختصر أحالني فيه - كعادته - على مجلة المنار. فإذا كان في الرسالة الغراء متسع لنشر هذا السؤال، تعضيداً لسؤال الأستاذ علي الطنطاوي فها هو ذا:
حضرة الأستاذ العلامة. . . . . . . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (وهنا قدمت بمقدمة شرحت فيها سوء حالة فلسطين الاقتصادية التي أوقعت فيها قسراً ثم قلت) فرأى المخلصون من رجال الاقتصاد أن خير وسيلة لإنقاذ الفلاحين من هذا الشقاء، ولتخليص البلاد من شره اليهود، هي إنشاء بنك زراعي عربي بأموال العرب يعقد قروضاً زراعية للفلاحين برباً قليل إلى وقت طويل. ويقدم إليهم آلات زراعية حديثة، إلى غير ذلك من الوسائل التي تخلصهم من ظلم