لبنانيون أيضاً. كما أن في سورية وفي مصر وفي العراق مسيحين عرباً خلصا خدموا القضية الفلسطينية خدمات لا تنكرا لا تجحد
وأحب أن أناقش الفاضل في قوله:(إن تركيا لم تحجم عن مساعدة فلسطين إلا لأننا لا نعرف الوحدة الإسلامية) فهل يريد الفاضل بالوحدة أن تتفق تركيا وإيران الدولتان المسلمتان القويتان مع العرب المسلمين المشتتين في كل صقع والمحكوم أكثرهم من قبل الدول الأجنبية؟ وهل هذا ممكن؟ ثم لنفرض إمكان التحاق المسلمين العرب بهاتين الدولتين أو بإحداهما فهل يقبل العرب وهم كثيرو العدد ووافرو الثقافة أن ينضووا تحت لواء دولة صغيرة؟ ثم هل يقبل الأتراك هذه المحالفة وهم يعرفون قوة العرب ووفرة عددهم؟ وإذا قبلوا أفلا نعتقد أن العرب لا تكون كلمتهم هي العليا في جانب تلك الدول القوية التي تخشى سيادة العرب وحكمها؟ وهل من المنطق أو المعقول أن يكون العرب تبعاً لغيرهم وأين نذهب بقوله تعالى:(وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم) وقد قال بعض جهابذة المفسرين: المراد بقوله تعالى (منكم) تخصيص الأمة العربية. . .
أما قوله:(إن المستعمرين لا يخرجون من البلاد وإن أقرت الأقلية بأنها من صميم الأمة إلا إذا كانت قوية عزيزة الجانب) فيرده أن الأمة لا تستطيع أن تصل إلى درجة من القوة والمنعة إذا وقف مسلمها في جانب ومسيحيها في جانب آخر
وكنت أحب ألا يفهم الفاضل عكس ما أردته فقد قال:(ولعل رسالتي تخفف من غلوائك في هذه الدعوة البريطانية)
ولو كان الفاضل يعلم أنني كنت ولا أزال بحمد الله من مؤسسي القضايا الدفاعية عن فلسطين المقدسة وأنني نشرت عشرات المقالات وألقيت مئات الخطب في سبيل هذه القضية المشرفة وأنني كدت أسجن مراراً من أجل هذا الواجب، أقول لو علم الفاضل شيئاً من هذا لكتب بلسان العقل لا بوحي العاطفة
فليطمئن الفلسطيني الفاضل وليعلم أننا أشد منه غيرة على الإسلام ولكننا نحكم العقل فنجازي المحسن بما فعل ونقابل المسيء بما قدم.