هناك، فإدراك الأجسام لتلك النعم إدراك حسي، وإن كانت حسيته بحسب قابلية الجسم في ذلك الوقت
فإذا سُلم هذا - وهو مسلم - يُبرهن على دعوانا بقياس منطقي اقتراني من الضرب الأول من الشكل الأول، تؤخذ مقدمتاه من هذه المسلمات، فيقال:
(النعم في الآخرة تدرك بالحواس الجسمية؛ وكل ما يدرك بالحواس الجسمية فهو حسي؛ فالنعم في الآخرة حسية). ونتيجة هذا القياس لا تنقضُ حتى تنقضَ المقدمات، وهيهات.
وبعد فلا أضن الأستاذ قراعة يفهم من هذا أننا ننكر أن النعيم الحسي لا يتصل بالروح، ولكن اتصاله بالروح، لا يمنع أنه نعيم حسي. والسلام على الأستاذ ورحمه الله.
فلسطين
داود حمدان
حول الوحدة الإسلامية والقومية العربية
كتب إلى فلسطيني فاضل يلومني في بعض فقرات من كلمتي المنشورة في الرسالة العزيزة عدد (٣٢٠) فقال: (إن قولي: (يقف المسيحي في فلسطين في جانب المسلم يدفعان معاً شر المغتصب المستعمر) يخالفه الواقع) وقال الفاضل: (وإن كانت تركيا وهي المسلمة لم تتحرك من أجل فلسطين فما ذاك إلا لأننا لا نعرف وحدة إسلامية اليوم ولا ندعو بها). وقال أيضاً:(إن المستعمرين لا يخرجون من البلاد وإن أقرت الأقليات بأنها من صميم الأمة). ثم يختم كتابه إلى بقوله:(ولعل رسالتي تخفف من غلوائك في هذه الدعوة البريطانية)
فأود - قبل كل شيء - أن ألفت نظر الفاضل إلى أنني لم أزعم أن المسيحي السوري أو العراقي مثلاً هب يحمل السلاح للدفاع عن القضية العربية في فلسطين، وإنما قلت إن مسيحي فلسطين يدافعون مع المسلمين ويحاربون عدوهم القوي، وهو واجبهم في الذود عن أرضهم وفي حماية أهليهم. ولعل الفاضل يعلم أن كثيراً من المسيحين العرب وقفوا ألسنتهم وأقلامهم للدفاع عن فلسطين المجاهدة كالأساتذة الشعراء بشارة الخوري وحليم دموس والشاعر القروي: اللبنانيين؛ والكتّاب أمين الغريب وكرم ملحم كرم ولبيب الرياشي، وهم