تأتيني من أنحاء العالم في مكتوبات خاصة مع أن ما ينشر منها في المنار لإفادة الجميع قد عجزنا عن الإجابة عنه كله. ومن المعلوم لكل مسلم أن البنوك كلها فيها ربا وأن الربا محرم ولكن في بعض أعمالها وشركاتها ما ليس كذلك. ونحن ننشر في المنار بحثاً طويلاً سيصدر بعد إتمامه في كتاب مستقل والسلام.
رشيد
ولم أطلع على ما نشر في المنار، كما لم أعلم أتم البحث وصدر في كتاب مستقل أم لا؟
فعلى من يستطيع الحصول على المنار أن يرشدنا إلى ذلك.
(سائل)
كلمة أخيرة في نعيم الآخرة
أطال الأستاذ محمود على قراعة في الاستشهاد بأقوال بعض العلماء والصوفية وفلاسفة الأخلاق، وملأ أربع صفحات من الرسالة الغراء (العدد ٣٢١) ليثبت أن لذة الروح أرقى من لذة الجسم حتى يتسنى أن يثبت أن نعيم الآخرة روحي. وأنا لا أنكر أن لذة الروح أرقى من لذة الجسم، ولا أحتاج عليه إلى دليل من كلام أحد، وأرى الأمر أهون من أن يحتفل به هذا الاحتفال مادام الله تعالى لم يكلفنا - بعد الإيمان بالآخرة والجزاء فيها - أن نعلم نوع هذا الجزاء أهو حسي أم روحي
على أن جميع ما أتى به الأستاذ - ومثله معه، وإن كان من نوعه طبعاً - لا يجدي شيئاً في تأييد دعواه. وأما دعوانا فهي واضحة جلية أعجب كيف يكابر فيها وهي تستند إلى هذه الأمور المسّلمات:
١ - إن جميع النعم الحسية التي ذكرت في القرآن الكريم كالمأكولات والمشروبات والأزواج ورؤية الله تعالى، هي حسية حقيقية لا مجازاً، وإن كانت على غير ما نتصوره في الدنيا؛ فالتفاح والرمان مثلاً هو تفاح ورمان، وإن كان من الجودة بحيث لا نعلم.
٢ - أجسامنا في الآخرة - كيفما كان الرأي في إعادتها - هي أجسام، وإن كانت على نشأة أخرى كما تقتضي إرادة ربنا تعالى
٣ - مادامت النعم الحسية لا تتغير أسماؤها هناك، ومادامت الأجسام لا تصير أرواحاً