ذلك كلامه بالحرف، وهو يدعو إلى النظر في الألفاظ المتماثلة أو المتقاربة، لنميت القديم ونحيي الجديد، ومن كلامه هذا تفهمون أن (الكمأة) نوع من الفاكهة، بدليل أنه يقابلها بألمانجو!
فهل سمعتم أن الكمأة اسم فاكهة قبل أن يحدثكم بذلك الأستاذ أحمد أمين؟
إن الكمأة معروفة لأهل الشام والعراق، ومعروفة لبعض أهل مصر من الذين يتصلون بالأُسر السورية واللبنانية والفلسطينية. وقد عرفتها في القاهرة قبل أن أعرفها في بغداد، فكيف جاز للأستاذ أحمد أمين أن يظنها من الفواكه؟ تلك والله إحدى الغرائب!
أما بعد، فقد كنت أرجو أن يترفق الأستاذ أحمد أمين بسمعته الأدبية فلا يعرَّضها لهذه المزالق، وكنت أتمنى أن يكف عن السخرية من ماضي الأمة العربية، ولكنه أراد أن يمضي في العناد وفي اللجاجة إلى آخر الشوط فيزعم أن شعراء العرب وكتابهم لم يعرفوا الثورة على المظالم، ولم يعرفوا تحليل المقاصد والأغراض في الشعر والإنشاء
وذلك كله ظنٌّ وترجيم، وسنحاسبه أشد الحساب، عساه ينتهي عن اللجاجة والعناد
وإني لواثق بأنه يطرب لهذه المباحث التي تكشف له آفاقاً من الحقائق الأدبية، وتعينه على فهم ما خفي عليه من مكانة العرب في التاريخ