فاخرة، وقد كانوا نحو الخمسمائة ومن يومئذ اتخذت عادة سنوية مدة حياته وبعد موته
هذا هو التاريخ المفصل (لسلطنة الطلبة)، وهو تاريخ طويت صحائفه وجهلت أطواره منذ نشأته الأولى حتى الآن، ومن عجيب الصدف أن يقرأه الشرقيون - والمغاربة منهم - في آن واحد لأول مرة. ولعل من المؤلم أن أذكر هنا أن كثيراً من سلاطين الطلبة الذين سبق لهم أن جلسوا على عروش مملكة الطلاب كانوا يجهلون تمام الجهل تاريخ مملكتهم وعروشهم. ولو سألت آخر سلاطينهم - كما سألت أنا - عن سبب زيارتهم لضريح أبي الحسن علي بن حرزهم، لأجابك بما لا يرضي الحقيقة والتاريخ. ويجهل أن ذهابه لذلك الضريح إنما كان للترحم على الروح الشريف الذي كان السبب في جلوسه على عرش تلك السلطنة.
ولكن هل كان يضره هذا الجهل المعيب؟
حسبي أن أسكت الآن. وهل كان يهمني من كل هذا إلا أن ألفت نظر أبناء عمومتنا وخئولتنا في أقطار العروبة والإسلام إلى هذه القطعة الواسعة من دنياهم الإسلامية ليطلعوا على صفحة من تاريخ مجدها ألتالد والطريف؟
فيا شباب العرب سددوا سواعدكم لتحيوا مجد العرب
واذكروا دائماً أن لكم قطراً عربياً طالما صدفتم عنه وفيه أمة تريد أن تعيش لتحي مجد الإسلام والعرب