الساقطة عليها، وهكذا كانت تظهر النقط الصغيرة التي يتصادف مرورها من الثقب (ث) كما يظهر نجم ساطع في ظلام الليل الحالك
ولا يفوتنا أن نذكر أن هذه الجسيمات التي تمر من الثقب مكهربة، وقد حدثت الكهرباء فيها من احتكاكها بعضها ببعض عند خروجها من الرشاشة التي حولت السائل بفعل الهواء إلى رذاذ أو ربما عند ظني أثناء احتكاكها بذرات الهواء المنتشر في الغرفة، وثمة طريقة أخرى لكهربة هذا الرذاذ عند اقتضاء الحال وذلك بتسليط أشعة راديومية عليه بتقريب عنصر الراديوم المعروف من الجهاز، بحيث تتصادم الجسيمات الراديومية المتناثرة من الراديوم المشع بهذا الرذاذ الرفيع فتعلق به جسيمات كهربائية سالبة كالإلكترونات أو جسيمات كهربائية موجبة كالبوزيتونات
وتتلخص التجربة في نشر رذاذ الزيت في الغرفة العليا، ثم انتظار مرور أفراد من هذا الرذاذ في الغرفة الثانية أي بين كفتي المكثف، ثم في كهربة القرصين باستعمال المفتاح م كهربة موجبة في إحدى الكفتين سالبة في الأخرى، وذلك باستعمال البطاريات السالفة الذكر، بحيث أنه بإدارة المفتاح إلى الجهة اليسرى مثلاً تتصل الكفتان وينعدم المجال الكهربائي، وبإدارته إلى الجهة اليمنى يتولد مجال كهربائي يختلف وفق المقاومات الكهربائية التي في طريقه تبع إرادة الراصد
وتتضح الكهرباء أو الشحنات الكهربائية الموجودة على هذا الرذاذ من أنه عندما نوصل المفتاح الكهربائي، ونجعل فارقاً في الضغط الكهربائي بين الكفتين، أي عندما نعمد على إيجاد مجال كهربائي قوي - في الاتجاه المناسب - تنجذب هذه الجسيمات بسرعة نحو القرص ن مظهرة بذلك شحنتها الكهربائية
على أنه إذا أعدمنا المجال الكهربائي بتوصيل الكفتين؛ فإن هذه الجسيمات من الرذاذ الزيتي تبدأ وقوعها رأسية تحت تأثير جاذبية الأرض حتى تقترب اقتراباً شديداً من الكفة ك، وهكذا كلما أعدنا المجال الكهربائي فإن هذه العوالم الصغيرة تغير اتجاهها من جديد وترتفع إلى سقف الغرفة ق. وبهذه الطريقة أمكن الحصول على حركة مستمرة صعوداً وهبوطاً لرذاذ الزيت بين الكفتين، وفي الغرفة الضيقة الثانية باستعمال المفتاح م
وقد أمكن لمليكان أكثر من ذلك، إذ تمكن من شل حركة هذه النقطة الحائرة من الزيت التي