للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو مادة عازلة كهربائيا، وهذه الكفة محمولة على بعد ١٦

مليمتراً من الأخرى وفي هذه الغرفة الثانية المحصورة بين

هاتين الكفتين والتي لا يرتفع سقفها عن أرضها إلا بمقدار ١٦

مليمتراً، شاهد مليكان هذه الجسيمات الصغيرة من الزيت التي

يتصادف مرورها من الثقب، والتي أثبت هذا العالم كما سيرى

القارئ في المقال القادم أن بعضها كان يحمل إلكترونا واحداً.

وتتصل هاتان الكفتان بمفتاح (م) يتصل ببطارية كهربائية

(ب) تبلغ القوة الدافعة الكهربائية بين طرفيها عشرة آلاف

فولت وذلك لإيجاد مجال كهربائي قوي، ومتغير بين الكفتين

ويُتممُ هذا الجهاز أجهزة ضوئية أخرى تكوّن خارجه حزمة من الضوء شديدة تمُّر من نوافذ أو بالأحرى من ثقوب موجودة الواحدة منها تجاه الأخرى ومحفورة في حلقات من الأبانوس (ح) موضوعة في اتجاه الشخص الراصد. وتضيء هذه الحزمة الضوئية الجسيمات أو رذاذ الزيت الذي يتصادف مروره من الثقب (ث)، هذا الرذاذ الذي يصبح بمروره من هذا الباب عرضة للمشاهدة والاختبار

وقد أمكن لمليكان أن يرى هذه العوالم من ثقب ثالث صغير بواسطة الميكروسكوب الذي يلعب في هذه التجربة دور الألتراميكروسكوب، وقد رتَّب جهازه بحيث يقع الضوء على هذه الجسيمات من جهة ويراها هو من جهة أخرى عمودية عليها، وهي الطريقة ذاتها التي نرى بها الكواكب السيارة في الليل، إذ يقع عليها ضوء الشمس من جهة تختلف عن التي نراها منها، بل هي الطريقة التي نرى بها جسيمات من التراب الرفيع العالق بهواء غرفنا والذي تستنشقه رئاتنا طوال النهار، عندما تدخل أشعة الشمس من جهة غير الجهة التي نشاهد بها هذه الذرات الترابية التي تبدو لنا في هذا الوضع مضيئة تحت أثر أشعة الشمس

<<  <  ج:
ص:  >  >>