للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأخطأ هو فهم كلامهم فظن أن هذا يعني أنهم حديثوا العهد بفنلندة أتوها بعد الانقلاب السوفيتي من وراء جبال أورال!. . .

٢ - قال الدكتور بشر: إن بعض هؤلاء الأتراك (التتر) يقيمون بمدينة أعمال فنلندة. وقد علقت على هذا الكلام في ردِّي فقلت: (ما صلة اسم هذه المدينة بلفظة ترك)، لأن المشابهة قوية بين اسم المدينة واسم الأتراك، مما يدل على أن المدينة اشتق اسمها من جموع الترك - التتر - التي نزلتها في زمن من الأزمان فجاء الدكتور بشر في ردّه يغالط ويقول: إن مدينة توركو كانت عاصمة فنلندة في المائة الرابعة عشرة للمسيح، وبذلك ينفي تأثير جماعة الترك الذين نزلوا ربوع بلاد الفنوا في القرن السادس عشر

والمغالطة واضحة، لأننا لم نقل في ردّنا إن هنالك صلة بين نزول الجموع التركية في القرن السادس عشر وبين تسمية المدينة باسم توركو، ذلك أننا نعرف أن المدينة أقدم عهداً من ذلك التاريخ، وإليك الدليل:

قلنا: (ومسألة أخرى في هذا البحث، فالباحث يذكر أن جموع هؤلاء المسلمين الأتراك تنزل العاصمة ثم بمدينتي تميري وتوركو. وهو لم يذكر لنا شيئاً عن المدينة الثانية، وهل هنالك صلة بين اسمها ولفظة (تورك)

فأين هذه الملاحظة من ردّ صاحبنا القائم على المغالطة والإيهام والتهويل؟

٣ - نعرف من كتب الأثنولوجيا أن الفنلنديين يردّون إلى أصلين: الشمال من فنلندة تنزل بعض الجموع الذين يردّون إلى قلة ضئيلة في فنلندة اليوم. ونزول النورديين في دويلات البلطيق من القرن الخامس عدل الصفات الاثنولوجية للفينوا الأول. ومجيء بعض الجموع من (الترك - التتر) إلى دويلات البلطيق واستقرارهم فيها، وكان من الموجتين المغوليتين العظيمتين اللتين جرفتا روسيا عام ١٢٣٧ وعام ١٢٣٩، إذ نزل شواطئ البلطيق جماعات من (الترك - التتر) الذين دفعتهم أمامها الموجة المغولية. ثم جاء من الشرق ومن الجنوب عبر بحر البلطيق عن طريق بولندة جموع من الأتراك العثمانيين، نزل بعضهم بولندة واستقر فيها والبعض الآخر ركب البحر إلى الشمال واستقر في استونيا ولتوانيا ولتفيا وفنلندة. وكان مجيء هذه الجموع على دفعات. ولا شك أن بعض هؤلاء كانوا من الأتراك العثمانيين الذين أسروا في الحروب التي شنها الأتراك على أواسط أوربا وعلى جنوب

<<  <  ج:
ص:  >  >>