يغضب الله عليك فيجازيك على سوء ما صنعت في تحقير ماضي الأدب العربي
طه حسين - إيه الحكاية؟
أحمد أمين - الحكاية أن زكي مبارك يقول إن طه حسين جاهل، وإن أحمد أمين جهول!
طه حسين - خبر أسود!
سعيد لطفي - أنا كنت أظن أن المسألة مزاح في مزاح. وأين نشر الدكتور زكي هذا الكلام المزعج؟!
أحمد أمين - نشره في مجلة الرسالة وعند الزيات. الرسالة التي خلقتها بقلمي
زكي مبارك - والزيات الذي سويته بيديك!
طه حسين - لقد قرأت المقالة الأولى قبل السفر، وأوصيت الأستاذ عبده عزام بحفظ المجموعة لأقرأها يوم أعود، وسأقرأها في هذه الأيام، فإن رأيت فيها أني جاهل وأن أحمد أمين جهول فستكون وقعتك يا زكي زيْ الزفت!
أحمد أمين - وما ذنب لطفي باشا حتى يتعرض له زكي مبارك بسوء؟
إبراهيم مصطفى - لقد قرأت تلك المقالات مرات. . .
طه حسين - قرأتها بالقراءات السَّبع؟
إبراهيم مصطفى - أريد أن أقول إني قرأتها بعناية ولم أجد فيها أية إشارة لسعادة لطفي باشا
علي عبد الرزاق - لطفي باشا لا يُغضبه أن يكون في بال الناقدين والباحثين
زكي مبارك - ومن أجل هذا أهجم عليه من وقت إلى وقت
سعيد لطفي - هذا أسلوب طريف في البر والوفاء!
طه حسين - طبعا. طبعاً، فصاحبنا زكي مبارك يتوهم أن الخلود لن يكون إلا من نصيب من يتعرض لهم في مقالاته ومؤلفاته بالقبيح أو الجميل. وأشهد أنه سلْ سخائم صدري يوم قال إنه لا يهجم علي إلا وهو يعتقد أن الهجوم معناه (بونجور)
أحمد أمين - وأنا لا أريد منه بونجور ولا بونسوار!
زكي مبارك - ولكني لن أتركك بعافية أو تكف شرك عن الأدب العربي
أحمد أمين - وما شأنك بالأدب العربي؟ وما هي خدماتك لهذا الأدب الذي تقول إنك تغار