عليه كما تغار على عِرضك؟
زكي مبارك - يكفي أني من تلامذة طه حسين
طه حسين - العفو! العفو! إني والله راض بأن تكون من أساتذة طه حسين!
زكي مبارك - يا سيدي الدكتور. . .
طه حسين - تقتلني حين تقول (سيدي الدكتور) وأنت ترى أني جاهل وأن أحمد أمين جهول
علي عبد الرزاق - لم أشهد في حياتي أروع من هذا الحوار، وهو يستحق التسجيل
إبراهيم مصطفى - بشرط ألا يذكر فيه أسمي
علي عبد الرزاق - وما المانع من أن يذكر أسمك في هذا الحوار؟
إبراهيم مصطفى - لا تعرف ما المانع. إن هذا الحديث يوم يسجَّل لن يسجله غير زكي مبارك الذي ابتدع فن الأسمار والأحاديث
علي عبد الرزاق - وهل تخشى أن يتزيد عليك؟
إبراهيم مصطفى - أنا لا أخاف التزيد ولا أهاب الافتراء، لأني أملك تكذيب المفتريات، وأستطيع دحض الأباطيل؛ ولو كان زكي مبارك يفتري على الناس لكان أمره أخفْ وأسهل، ولكنه مع الأسف يبرع في تصوير الصدق
منصور فهمي - وما الخطر من تصوير الصدق؟
إبراهيم مصطفى - الخطر عظيم جداً. وإليك توضيح هذه المعضلة: زكي مبارك يحرص على أن يصورك في أحسن أحوالك، وأحسن أحوال المؤمن حال الصلاة. فهل تعرف كيف يصورك وأنت في صلاتك؟ يصورك وأنت راكع أو ساجد! فهل يرضيك أن تصوّر في حال الركوع أو السجود؟
توفيق الحكيم - هذه أخيلة باريسية، وهي تشهد بروعة ذكائك يا أستاذ إبراهيم
إبراهيم مصطفى - العفو، يا أستاذ توفيق، فتلك وثبة من الخيال ساقها هذا الحوار الطريف
أحمد أمين - أرجو أن تعفوني من هذه المطايبات، فلولا مراعاة المقام لانصرفت
طه حسين - أؤكد لك أن الدكتور زكي لم يقصد إيذاءك فيما كتب عنك. ألم تر كيف احتملته سنين وهو يلحْ في اتهامي بالجهل؟