للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زكي مبارك - لم أتهم سيدي الدكتور بالجهل المطلق، معاذ الله، وإنما اتهمته بالجهل بالقياس إلى المسيو برونو والمسيو دي لاكروا، وقد توليا عمادة كلية الآداب في باريس

أمين الخولي - كلام طيب، يا فتوة المنوفية، فلا مانع عند الدكتور طه من أن يكون في باريس من هو أعلم منه، فقد تخرَّج في مدينة النور وهو يثني على أساتذتها في كل حين، ولكنك اتهمت الأستاذ أحمد أمين بالعاميّة الفكرية، فما هو المخرج من هذا الاتهام الفظيع؟

زكي مبارك - لم أتهم الأستاذ أحمد أمين بالعامية المطلقة، ولكن بالقياس إلى الشيخ خربوش

طه حسين - ومن الشيخ خربوش؟

زكي مبارك - الشيخ خربوش عالم علامّة لا يقاس إليه الأستاذ أحمد أمين

علي عبد الرزاق - ألم أقل لكم إن هذا الحوار يستحق التدوين؟

عبد الواحد خلاف - هذا الحوار ينفع في تهدئة أعصاب الأستاذ أحمد أمين، وقد بدأ يبتسم، ولكن المهم هو الاستفادة من هذا المجلس في تغيير المذهب الأدبي للدكتور زكي مبارك، فهو أقدر أدبائنا جميعاً على إحداث الضجات الأدبية، ولا أدري كيف رجع سليماً من العراق. . .

توفيق الحكيم - كنت تنتظر أن يلقى حتفه هناك؟

طه حسين - كان يستريح ويريح، كما قال أحد الكتّاب

زكي مبارك:

لن تزالوا كذلكم ثم لا زل ... ت لكم خالداً خلود الجبال

أحمد أمين - أي جبال وأي خلود؟ أليست لنا أقلام تفل قلمك بأيسر جهد؟

عبد الواحد خلاف - أرجو أن تسمعوا بقية كلامي. إن زكي مبارك أقدر أدبائنا جميعاً على إحداث الضجات الأدبية، ولكنه لا يوجِّه نشاطه إلى ما يفيد.

زكي مبارك - وبماذا تشير أيها السيد؟

عبد الواحد خلاف - أشير بأن تعود سيرتك يوم كنت تؤلف في النثر الفني والتصوف الإسلامي، فتوجه مجادلاتك ومصاولاتك إلى القدماء

طه حسين - الأمل بعيد في توجيه الدكتور زكي مبارك إلى ما يفيد وينفع

<<  <  ج:
ص:  >  >>