لقد قطع الخوف ساقيك! وعز عليك البقاء فودع اذن الحياة
(مخاطبا عنترة الذي يقترب منهما)
لا جدال ولا ريب! فانه يستر وجهه! وعيناه لا تخترقان حجب الظلام إلا لرمي السهام، وسيطفئ الموت شعلتيهما بعد قليل
(يجره بجانب عنترة وهو جالس على صخرة وكان شيبوب يتكلم وهو سائر حتى يصل إلى عنترة)
لا تبصران الصخور ولا الخمائل ولا الجحور حتى أنني كدت أن أحمله
عنترة - لكنه يحسن الهرب!
شيبوب - لا، انه لم يهرب وكان جالسا على مقربة من صفاة، وقد طعن نفسه بسهم عندما اقتربت منه؛ وترى هنا قليلا من الوضوح فانظر!
(ثم يزيح شيبوب اللثام عن وجهه ويحدق فيه)
آه! وزر!!
عنترة - وزر! أتحلم؟ كلا!
شيبوب - هو بعينه
عنترة - الفارس المختال الذي عرفته من قبل؟ (ثم يحدق به هنيهة) نعم نعم، كيف تكون خائنا؟ أقبلت في الليل الدامس لتقترف إثما ملؤه النذالة والصغار، ولم ير مثله في البلاد العربية! هل بلغت بك السفالة أن تفعل فعلتك هذه؟ ماذا عملت بقناتك وحسامك؟ لقد أحسنت بستر وجه دمغ بميسم النذالة والجبن. ما أبشع هذا الوجه الدميم. أتنهض وترفع عينين باردتين ملؤهما الخجل والخزي؟ أم يتلهفان لاقتراف جرم آخر؟ تكلم.
وزر - عيناي فارغتان وقد استعضت عنهما بقلب مليء حقداً!