- لكنها لم تفشل. وإنما كانت في أنوثتها أنصع من استراوس في رجولته. وقد كان عليه أن يتطهر وأن ينقي نفسه ليدركها وليطاول حسنها. . .
- أما كان استراوس متطهراً؟ هذا الذي لم تخلبه الأبدان مثلما كانت تستهويه الأرواح من ورائها؟
- ما هذا الكلام الفارغ الذي لا معنى له. أنا لا أعرف إلا أن الله خلق الناس ذكراً وأنثى. وكل منهما في حاجة إلى صاحبه. وعلى الرجل أن يطلب الأنثى وليس عليها أن تطلبه، بل إن عليها أن تتريث وأن تتمنع، وأن تنتظر حتى تتأكد أنه يريدها حقاً، كما قلت لك أن للرجولة عزة، فإن للأنوثة كرامة، وكرامة الأنوثة تقتضي هذا التريث وهذا التمنع حتى لا يجيء يوم يعير فيه الرجل المرأة بأنها هي التي طلبته، أو أنها هي التي ألقت بنفسها بين ذراعيه. . .
- ليس هذا كرامة كما تقولين، وإنما هو نفاق
- بل إنه كرامة
- كان يمكن أن يكون كرامة لو أنه كان ممكناً أن تعيش المرأة من غير رجل، ولكن ما دامت هي تحتاج إليه حقاً فالتريث والتمنع واللف والدوران، وغير ذلك مما تتقنه بنات حواء ليس شيئاً غير الإثارة الجنسية، فإذا خفتت النزعة الجنسية في الرجل لم تعد هذه الصناعة تجدي شيئاً.
- ليست هذه صناعة، وإنما هي طبيعة
- فليكن
- فليكوننّ! والآن قل لي كيف تخفت النزعة الجنسية في الرجل
- كلما كف عن حياة الحيوان، وكلما استخلص من الحياة الفضائل، ومن هذه الفضائل تلك الكرامة التي تتحدثين عنها، والتي تريدين أن تقفيها على الأنوثة
- ولكن هذه الكرامة التي أتحدث عنها خاصة بالأنوثة وحدها ولا يمكن أن تجتمع في الرجل هي وقوة الطلب التي تلتهب فيه الرغبة، والتي تدفعه وتحدوه إلى التسلط على المرأة. . . لا يمكن أن يحدث هذا الذي تقوله إلا إذا كان الرجل (كالأميبة) ينشق جسده