شقين، ثم ينشق كل شق منهما شقين، فلا ذكر، ولا أنثى، ولا زواج، ولا تناسل. . . فهل في الرجال (أميبون) يا هذا؟
- فيهم يا آنستي فيهم. . . كما أن في النساء (أميبات)!
- وما هؤلاء؟
- هن اللواتي بلغن للعالم رسالات. هن اللواتي خلفن لهذه الدنيا آثاراً. هن اللواتي أعرضن عن الرجال كثيراً أو قليلاً، وتداخلن في أنفسهم، ثم انشققن على أنفسهن فأنجبن أحياء غير البنين والبنات. صحيح أنني لا اذكر منهم ولا واحدة لأني قليل الإطلاع على التاريخ، ولكنك تستطيعين أن تسألي عنهن واحدة من بنات جنسك المثقفات. اسألي الآنسة سهير القلماوي. اسألي الآنسة. . . لا. . .
- من هي الآنسة (لا) هذه؟ يابانية هي؟
- عجائب! ألا تعرفينها؟ أستاذتك التي لم يمنعها من دراسة هذا الموضوع معك، إلا أنكما أنثيان تعودتما ألا تمسا الحقائق إلا من بعيد.
- وما لك تحمل عليها هكذا؟
- لأنها (أميبة) ولكنها متكتمة. . . وأنت (أميبة) مثلها ولكنك مترددة!
- لا تقل هذا. . . إني أموت إذا خلته حقاً.
- وهل في الحق ما يفزع؟ الحق جميل، وهو من عند الله فأحبيه يا مكروبتي الصغيرة. . . ولا تكوني مثل بارونة استراوس!
- آه منك! لقد طوحت بنا إلى موضوع لم يكن يخطر لي مطلقاً أن أندفع إليه. وما دمنا قد مسسناه، فأظنك لا تمتنع عن المضي فيه إلى آخره. . . هل تصلح الحياة بين (الأميبة) و (الأميب)، كما تصلح بين والمرأة والرجل؟
- إما أن تصلح صلاحاً ما بعده صلاح. . . وإما أن تستحيل استحالة ما بعدها استحالة. . . ولا وسط بين الحالتين. . . والدرس الواحد في هذا الموضوع بعشرة جنيهات، فهو موضوع لم يطرقه إلى اليوم أحد.
- يا لك من مادي مظلم! عشرة جنيهات مرة واحدة!
- وعلى أي حال فإني أرضى منك الآن (بسيجارة). . . أشعليها ولكن بعد أن تمسحي عن