العابرين في الطريق، ووصلت ملابس المرأة الألمانية إلى درجة بعيدة من البساطة، كما أن أدوات الزينة والطلاء قد أدركها العجز الشديد. وتقول ليدي درا موندهاي: إنها سمعت من الحلاق الذي تتردد عليه أن صناعة إصلاح الشعر وفن التجميل على وجه العموم قد أدركهما الفناء في ألمانيا. وقد أصبحت مظاهر الابتهاج في برلين أقل منها في المدن الصغيرة، إذ أن طرد اليهود والضغط على حرياتهم قد حرم هذه المدينة وغيرها من المدن الكبيرة مظاهر الأبهة والعظمة وعناصر التسلية المحبوبة، فمما لا شك فيه أن عنصر اليهود كان له أثر عظيم في حياة ألمانيا التجارية والاجتماعية والثقافية
أما في إيطاليا فإن القوانين التي شرعت لاضطهاد اليهود ليس لها أثر في الحياة العامة. وقد تجد كثيراً من الإيطاليين يتوددون إلى أصدقائهم اليهود ليثبتوا لهم الوفاء والإخلاص ولو كرهت الحكومة ما يفعلون.
الألمان يحشدون في مصانع الحكومة
(ملخصة عن (لاريفي هيدومادير))
لعل أهم مظاهر التغير في ألمانيا اليوم، هي تحويل عدد كبير من الأهالي، إلى مجرد عمال في مصانع الحكومة، ومما يستفاد من تقرير حديث عن لجنة العمال الألمانية، أن عدد المشتغلين بالمصنوعات اليدوية ممن تزيد سنهم على الستين، قد تزايد في الأيام الأخيرة؛ فأصبح ٢٨٣٠٠٠ بعد أن كان لا يزيد على ١٨٧٠٠٠ في السنين الماضية وقد وجد بين هؤلاء العمال نحو ستين ألف عامل تزيد سنهم على السبعين، وتدل هذه الأرقام على أن الرجل في ألمانيا مطالب بأن يشتغل ويكدح، ولو تقدمت به السن وأنهكته السنون
وقد أخذت الحكومة في الأيام الأخيرة تستدرج أصحاب الحوانيت الصغيرة من العمال إلى مصانعها حيث تسخرهم في شتى الأعمال التي تطلبها حكومة النازي، وصدر مرسوم بإباحة إغلاق الحوانيت الصغيرة، إذا كان أصحابها قادرين على العمل في مصانع الحكومة، ويطبق هذا القانون على أصحاب الحوانيت الذين يعجزون عن دفع الضرائب
وقد تبين أن عدد المطاعم الصغيرة في ألمانيا قد نقص من ٢٢٨٠٠ سنة ١٩٣٤ إلى ٢٠٠٠٠ في سنة ١٩٣٨ وفي مايو سنة ١٩٣٩ أعلنت الحكومة أنه من المحتمل إغلاق