والتيفوس في أشهر الصيف. وقد مضت قرون عديدة قبل أن يستطيع الناس أن يعرفوا أن هذه الأمراض تنتقل إلى الإنسان مع الماء الذي يشربه. وكانوا يحرمون على الطبقة الدنيا تناول الخضروات، فكان طعامهم مقصوراً على الكراث والبصل والجرجير والحمص ومنتجات الألبان. ومن ثم كان الأغنياء يترفعون عن تناول الزبد، ويعدونه من طعام الفقراء
وكانوا في تلك العصور يستقبلون الفاكهة الجديدة بتحفظ شديد، فلما ظهرت الطماطم في القرن التاسع عشر، كانوا يضعونها على المائدة لأجل الزينة فحسب، فلما بدأت تظهر في الأسواق العامة، وأخذ البعض يقبلون على شرائها، شاع بين الناس أنها تسبب مرض السرطان فكفوا عن أكلها، وما زالت هذه الفكرة المضحكة متسلطة على أذهان العامة والخاصة إلى عهد قريب
أما الخرافات حول الطعام في العصر الحديث، فأكثرها يدور حول الرشاقة، ومحاولة تخفيض الوزن. ومما لا شك فيه أن زيادة السمن تأتي من تناول كمية من الطعام تزيد على حاجة الجسم؛ فالرجل الذي يتعاطى مقداراً كبيراً من الطعام يزيد على المقدار الذي يستهلكه الجسم لابد أن يزيد وزنه. ولا شيء يمنع جسمه من التضخم، إلا التمرينات الرياضية التي تعادل هذه الزيادة في الطعام. ومن الجهل الفاضح ما يتحدثون به عن صلاحية بعض الأطعمة لإزالة السمن أو المساعدة على الرشاقة، فلا يوجد طعام قابل للهضم والتغذية يؤدي إلى تخفيف الوزن. وإن كان بعض الأطعمة أقل من البعض في التغذية
ومن العقائد الخاطئة التي أعتقدها الكثيرون، أن الخبز القديد أقل من الخبز المعتاد في زيادة السمن. وهذا مخالف للواقع كل المخالفة. إذ أن تقديد الخبز لا ينقص منه شيئاً غير الماء ويبقى الخبز كما هو.