الحرب أُعلنتْ، ويجب أن أفرغ من طبع تلك المؤلفات قبل أن يصير الورق من الممنوعات
الورق! الورق!
تلفتُّ فرأيت التجار زادوه إلى أضعاف وأضعاف، فرضيت بالخسارة العاجلة فيما شرعت في طبعه من تلك المؤلفات، وانتظرت حتى تنتهي الحرب. ولكن الحكومة - الحكومة الحازمة التي يرأسها الرجل الحازم علي ماهر باشا - سارعت ففرضت تسعيرة لأكثر الأشياء، ومنها الورق
وعندئذ أسرعت لابتياع ما أحتاج إليه لإنجاز تلك المؤلفات فماذا رأيت؟ رأيت التجار جميعاً خضعوا لحكم التسعيرة إلا تجار الورق
فهل يعرف القراء ما الذي قرأت في عيون تجار الورق؟
رأيت في عيونهم كلمة مرقومة بأحرف من الظلمات. رأيتهم جميعاً يقولون: هذه حكومة قاسية لأنها صدَّتنا عن إرهاق من يشتغلون بالصحافة والتأليف!
وأنا أشهد علانية بأن الرئيس علي ماهر باشا رجل قاس لأنه صدَّ عنا عادية المجرمين من تجار الورق وكفّهم عن الجشع البغيض
فيا أيها الرجل العظيم الذي اسمه علي ماهر، تذكَّر ثم تذكَّر، تذكَّر أنك أنقذتنا من ظلم تجار الورق، وتذكّر أنهم سيرجعون إلى غيّهم بعد قليل إن أمنوا سطوة الحزم والعدل
وستكون أول من أهدِي إليه تلك المؤلفات التي انتزعتُ ورقها من تجار الورق بفضل حزمك ورجولتك، وعند الشدائد تظهر عزائم الرجال
زكي مبارك
حثر اللسان
قرأت في (الرسالة الغراء) سؤال السيد الفاضل (ع. م. ح) وقد وجدت في اللسان والتاج هذا: (لسان حَثِر لا يجد طعم الطعام) وجاء في نجعة الرائد: (يقال رجل حثر اللسان كما يقال حثر الأذن أي لا يجد طعم الطعام) وفي (الإفصاح): (لسان حَبْر - لا يجد طعم الطعام) وابن سيدة لم يذكر في المخصص في فصل أدواء اللسان لا الحثر ولا الحبر. وقد