كبيراً؛ فكان عددهم ٧٦ من ٩٨ متخرجاً أي بنسبة ٧٧ , ٥ في المائة مما يدعو إلى الأسف الكثير. ومما يدعو إلى الأسف الأكثر أن ٤. ٣ في المائة فقط من المتخرجين جميعهم هم الذين ولجوا أبواب الإنتاج الحقيقي بمزاولة الأعمال الحرة
ولقد كان من السهل علينا الحصول على نتيجة حاسمة في هذا الموضوع لو أن كل معهد من معاهدنا احتفظ بسجل خاص بخريجيه يمكنه من عمل مثل الإحصائية السابقة وتقديمها لكل باحث في هذا الموضوع الهام الذي له شأن كبير في توجيه التعليم ورسم سياسته. وأعتقد أن وزارة المعارف لا بد أن تعنى به عناية جدية في عهدها الجديد المبشر بالخير. على أنه قد استجدت في مصر الآن حركة قوية غمرت معظم معاهدها، وأخذت بلب شبانها، ووجهت الكثيرين منهم وجهة جديدة، هي الانخراط في سلك ضباط الجيش العامل والمرابط، أو في زمرة عمالة، وهي حركة تبشر بالخير، وتنبئ عن صدق الوطنية وحرارتها، وتقابل من جميع المصريين بالتقدير والإعجاب، ولكنها حركة مؤقتة أوجدتها ظروف المعاهدة وظروف الحرب الحاضرة. وليس من الممكن أن تستنفد الكلية الحربية كل خريجي مدارسنا الثانوية، ولا أن تستنفد ملحقاتها من مدارس صناع الجيش ومصانعه كل خريجي مدارسنا الصناعية. وإذا كانت الكلية الحربية قد أخذت عدداً كبيراً من هؤلاء، وإذا كانت المدارس الحربية الملحقة بها قد أخذت عدداً آخر كبيراً من أولئك، فإنها في الوقت نفسه قد رفضت منهم العدد الأكبر وردتهم عنها رداً خيب آمالهم وآمال أهليهم في توفير عمل يضمن لهم العيش في المستقبل. . . ولا شك أنها سترد عنها في السنين المقبلة جموعاً غفيرة من هؤلاء الطلاب أكثر بكثير ممن ردتهم هذا العام، لأن استيعابها للعدد الكبير منهم الآن راجع كما أسلفنا لظروف الحرب وظروف تنشئة الجيش العامل والمرابط وتكوينهما وتسليحهما، وهي ظروف طارئة لا تلبث أن تزول، وبزوالها يعود الآلاف من شباننا من خريجي المدارس والمعاهد يتراكمون، كما قال المسيو كلاباريد في تقريره، كأنقاض الهدم لا يرجى منهم للإنتاج خير. ولذا أصبح لزاماً علينا أن نفكر جدياً في ربط معاهدنا بالحياة العامة حياة العمل والإنتاج ربطاً حقيقياً، كما فعلت قبلنا أمم وكما تفعل الآن الأمم الحية. على أننا نستقبل هذا العام الدراسي الجديد بخطوة طيبة خطتها وزارة المعارف نحو الإصلاح المنشود، وهي خطوة نادينا في تقاريرنا المتكررة إلى الوزارة بضرورة