تنفيذها منذ أكثر من عشر سنوات كما نادى بتنفيذها الخبيران الفنيان المستر مان والمسيو كلاباريد في تقريريهما قديماً إليها
تلك هي إنشاء المناطق التعليمية الجديدة، وهي خطوة حسنة تخلصنا من أعباء المركزية الثقيلة وقيودها ولكنها في نظرنا لن يكون لها أثر فعال في إصلاح معاهد التعليم وربطها بالحياة العامة حياة الإنتاج إلا إذا تخلصنا من أمر أشد ثقلاً على المعاهد من المركزية نفسها، لأنه يقيدها بأثقل القيود، وينهك قواها في مجهودات غير منتجة ويضطرها إلى التزام طريق خاصة تبعدها كل البعد عن الاتصال الفعلي بمصادر الإنتاج في الحياة العامة: تلك هي الامتحانات وأعباؤها. وإذا كان الثقات من علماء التربية الحديثة أمثال دكرولي ومنتسوري وديوي الخ يقررون أن المعاهد يجب عليها ألا تتصل فقط بمصادر الإنتاج المحيطة بها، بل عليها فوق ذلك أن تكون هي نفسها مصادر للإنتاج على نمط مصغر أو مكبر حسب ظروفها - فكيف يمكن لمعهد من المعاهد يضع نصب عينيه إعداد تلاميذه للامتحان في مسائل خاصة امتحاناً يعد هو الحد الفاصل في مستقبل تلميذه؟ كيف يمكن لمثل هذا المعهد أن يحيد قيد أنملة عن المنهج الخاص بذلك الامتحان أو أن يفكر لحظة في غير مسائل الامتحان الذي يرفع الناجح ويقضي على الراسب، لأنه يعد الحد الفاصل بين العلم والجهل وبين الذكاء والغباء كما يقرر أنصار القديم؟ وكيف يمكن لناظر أو مدرس أن يفكر في غير الامتحان أو أن يعمل لغير الامتحان وهو المسئول عن نتيجته ومن ورائه المفتش يعمل وينقب للوم كل من يخرج عن المنهج المقرر في أمر ما مهما كان الأمر هاما ومهما كان متعلقاً بحياة الطالب ومستقبله؟!
لهذا كله لا أشك في أن الامتحانات بعد تنفيذ اللامركزية أصبحت بصورتها الحاضرة هي العقبة الكأداء التي تعوق المدارس عن القيام بواجبها الحقيقي نحو أبنائها، إذ هي علاوة على ابتلاعها لوقت المدارس والمدرسين والنظار والطلاب وحرمانها إياهم من الاتصال المباشر بالإنتاج المحلي وتعرف دقائقه وأسراره ليست مقياساً مضبوطاً للكفاية كما نمت عن ذلك التجارب والإحصاءات وكما قرر ذلك أكابر الثقات، ثم هي فوق ذلك تحرم المدارس من العناية بشخصية التلميذ كفرد مستقل له ميوله الخاصة واتجاهاته الخاصة التي يعني بها الآن أكبر عناية في جميع المدارس الحديثة في البلاد الأخرى، كما أنها تعمل