على تنمية بعض قواه العقلية وإهمال البعض الآخر مما له أهمية كبرى في حياته، وتفقده لذة العمل للعلم ذاته علاوة على ما فيها من مرتع خصيب للغش وإفساد الأخلاق وقد كتبت عن مضارها فصلاً مطولاً في مؤلفي (التعليم والمتعطلون في مصر) من صفحة ١٩٨ إلى صفحة ٢١٣ بدأته بما يأتي: (إذا كان أظهر عيوب السلطة التعليمية المحركة للأعمال الفنية والإدارية عندنا هو المركزية فإن أظهر عيوب الأعمال المدرسية هو الامتحانات) وقد جاء فيه (وإذا كان علماء التربية في البلاد ذات التعليم الحي التي تربط تعليمها ومدارسها بالحياة العامة قد أجمعوا على أن الامتحانات ليست مقياساً حقيقياً للكفاية فإن مدارسنا لا زالت إلى اليوم تعتبر النجاح فيها هو الغاية الوحيدة التي ترمي إليها، وأصبحت الشهادة في نظر الجميع هي الدجاجة ذات البيض الذهبي التي تدر على صاحبها الذهب والفضة والخير والحياة السعيدة فهي الغاية التي ليس من ورائها غاية الخ)
وإذن؛ فقد وضح الآن أنه لا سبيل إلى جعل اللامركزية مجدية ومفيدة في سبيل إصلاح معاهد التعليم وربطها بحياة الإنتاج ربطاً يدفع بأبنائها إلى حياة العمل إلا بالتخلص من شر الامتحانات إما بإلغائها أو بتعديلها تعديلاً كبيراً يخفف من شرها ويفسح المجال للعمل بدونها. وإن مصر كلها لتضع آمالها في إصلاح حال التعليم وجعله منتجاً، في ذلكم المعلم الفذ الذي دانت لهمته الكبير ألوية الثورة المصرية قديماً كما دانت لشخصية القوية ونزاهته ألوية النهضة حديثاً، ذلكم المعلم الفذ القابض على زمام وزارة التربية والتعليم الآن الذي يجعلنا بماضيه المجيد نضع في جرأته وقوة شكيمته ومضاء عزيمته آمالنا في الإصلاح المنشود، سائلين الله تعالى أن يوفقه لخير العلم والتعليم، ولخير مصر والمصريين.