- سأذكرها لك، ولكني أرجوك ألا تشمئزي منها فالحق لا يعرف الاشمئزاز ولا التقزز. . . لا تؤاخذيني. . . ألم تبصقي يوماً على إنسان رذل؟ أو في موقف رذل؟ ثم. . . ألم يسل لعابك يوماً استجابة لحلاوة. . . طفل أو طفلة. . . أو موقف حلو؟!. . أجيبي. . .
- ما هذا (القرف)؟
- عدنا إلى تردد النساء ووجومهن عن الحق؟ أجيبي. . . ألم يحدث لك شيء من هذا؟ أما أنا فقد حدث لي كثيراً، كما أني أعرف أناساً كثيرين حدث لهم مثل هذا، وإني أعفيك من الإجابة عن هذا السؤال وأفرض أنك مخلوقة عجيبة لا تخضعين للقوانين التي تسري على غيرك من الأبشار. . . وأسألك لماذا يحدث للناس ما عداك طبعاً. . . هذا الذي ذكرناه؟. . هل هو تأثير كيميائي أيضاً؟
- لا أظن!
- إذن فهو غير التأثير الكيميائي، وأنا أقول إنه تأثير كهربائي. صحيح أنني لا أستطيع أن اثبت هذا إثباتاً علمياً يقوم على أساس من التجربة الدقيقة. . . ولكن. . .
- ولكن هذا الكلام لا يمكن أن تقوم له قائمة إلا إذا أثبته
- وأنا لا يعنيني كثيراً ولا قليلاً أن تقوم له قائمة، فلا أنا متعلق به ولا أنا حريص عليه. . . بل إني أحب أن أمحوه لأثبت مكانه شيئاً آخر أحبه أكثر مما أحب الكهرباء، وهو الروح
- ولماذا لا تقصد إلى ذلك رأساً ما دام هذا هو غرضك؟
- لأن الحديث عن الكهرباء في هذا الزمن أيسر قبولاً عند الناس من الحديث عن الروح، وقد يجد من يقتنع به في سهولة بل إنه قد يجد من يحاول إثباته. . . وربما وجد من يثبته
- فأنت تخادع محادثك وتتملقه
- بل إني أستدرجه. . . دعيني من هذا، وعودي بنا إلى ما كنا فيه. . .