- إنه لا يزال أشتات موضوع ولما يتجمع. . . والآن نريد أن نعرف. . . ألا تختلف الكهرباء في المعادن والعناصر؟
- إنها تختلف. . . فنحن إذا دلكنا الكهرمان بالصوف أو الحرير انبعثت منه الكهرباء، ولكنها لا تنبعث منه إذا دلكناه بالقطن مثلاً. . .
- حسن. إن في هذا ما يشبه ذلك السر الذي يوفق بين ناس وناس، وينفر ناساً من ناس. وقد يكون في هذا أيضاً سر الإذن الذي أباح به الإسلام للرجل أن يتزوج من أربع نساء
- إن هذه قفزة عجيبة أريد لها توضيحاً. . .
- ألا تستطيعين أنت أن تذهبي وحدك إلى هذا التوضيح؟ الرجل كالكهرمان، والنساء كالصوف والقطن، ولكنهن أربع والصوف والقطن اثنان
- ولكن النبي محمداً تزوج أكثر من أربع. . .
- إنه النبي محمد الذي كانت كل كلمة من كلماته درساً، والذي كان كل عمل من أعماله حكمة. . . وهو قد أحب خديجة حباً، وأحب عائشة حباً، وأحب زينب بنت جحش حباً، وهكذا. . .
- ألا ترى أننا ابتعدنا عما كنا فيه. . . عد بنا إلى الكهرباء
- لا أريد أن أقول شيئاً بعد هذا. . . إلا أنه قد أصبح من السهل على هذا الأساس الذي وضعناه أن ندرك السبب في اتفاق مشارب الناس وفي اختلافها. والاتفاق هو الذي يحشد بعض الجماهير وراء بعض الفنانين إذ تجد الجماهير في الفنان قائداً يقودها إلى ما تحبه وترتاح إلى الإحساس به، وينأى بها عما تكرهه وتتقزز من الإحساس به. وهذا هو ما يسمونه الذوق؟
- ولكن علماء النفس أدركوا هذا السر قبل أن تدركه أنت، وقالوا أن الناس أمزجة، وقسموا أمزجة الناس إلى أربعة: اللمفاوي، والسوداوي، والدموي، والصفراوي. وأرجعوا نشأة هذه الأمزجة إلى إفرازات تفرزها غدد خاصة في الأجسام. ولقد أعانهم علماء الطب والتشريح على مذهبهم هذا فأثبتوه لهم، وأنت تلقي كلاماً على عواهنه وتريد مني أن أصدقك وأن أعرض عن كلامهم من غير برهان تسوقه؟
- لا يا آنستي. . . أنا لم أطالبك بشيء من هذا. ولكني أذكرك بما يكون قد غاب عن