صاح الكيميائي:(ليس جيداً! أين هو الذي وضع هذا المسحوق؟ أين هو المسحوق؟ من أين أتى به؟ يجب أن أحصل على مقدار منه في الحال؟)
ثم خرج من الردهة وفي يده شعره المستعار وشعر رأسه مشوش. فقال الصبي وهو يشير إلى نفسه بإشارة الصليب أثناء تحدثه: لست أعرف أيهما المحق أولرتش أو أوتو؟ لقد بدا لي الهر بوتجر في هذه اللحظة كأنه مجنون، وكأن قوات الظلام تطارده.
نحن الذين أتيح لنا أن نجتاز السلم، وقسم المعمل في الحصن الذي بدأت به هذه الأعمال الغامضة نعرف أن الهر بوتجر لم يخرج كالمجنون للبحث عن الوصيف الذي ذر المسحوق على شعره المستعار لأنه فعل ذلك على صورة لم يرضها بل لأنه سر من هذا المسحوق إلى درجة غير عادية، وكان يريد جزءاً من هذا المسحوق الثمين الذي وجده، وهو لا ينتظر ذلك، فوق شعره المستعار أكثر مما أراد أي شيء آخر منذ عهد طويل
وكان أوتو مصيباً في قصته في الحدود التي تناولها ولكنه يسلم بأنه لم يدخل المعمل ولا يعلم ماذا يحدث به إلا عن طريق الإشاعة. وقد كان بوتجر وزميله والتر فون تشر فاهوس كسائر الكيميائيين في عهدهما يبحثان عن حجر الفلسفة الذي يحول كل المعادن إلى ذهب. ولكن أغسطس كان يبحث عن أكثر من هذه الخرافة، وقد اتضح فيما بعد أنها خرافة، كان الرجل عملياً كما كان رجل ثقافة. وبما أن عصره كان عصر استكشاف وسياحة، فقد كان اهتمامه شديداً بمعرفة ما تفعله الشعوب الأخرى في تجاريبها العملية وفي فنونها، وقد جمع في العهد الأول من حياته أسلحة ودروعاً من كل الممالك الأوربية، ومن البلاد المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط. وكان تحمسه في العهد الأخير لجمع المصنوعات الفضية والمجوهرات، وكان لديه من ذلك مجموعة نفيسة، وكلتا مجموعتيه أو الباقي منهما لا يزال موجوداً في هذا اليوم في متاحف سكسونيا بين أفضل المعروض من كنوزها.
وحوالي الوقت الذي لجأ فيه إليه بوتجر ملتمساً حمايته، كان اهتمامه بالغاً نهايته بالأواني الصينية التي جاء بها تجار الألمان إلى أوربا من البلاد النائية في الصين واليابان!
كان في أوربا في سنة ١٧٠٠ أوان من الحجر ملمعة بأملاح وكان استعمالها شائعاً، وكذلك كان فيها أوان ملمعة بالقصدير، وكان الأغنياء خاصة يستعملون نوعاً من الأواني مغطى بطبقة من الميناء، ولكن هذه الأنواع كانت من نوع الأواني ذات القشرة التي تستعمل