اليوم، فإذا ذهبت القشرة بمضي الزمن وكثرة الاستعمال، فإن الطينة تظهر من تحتها، وهي فضلاً عن شكلها العامي ذات مسام، وإذا وقعت نقطة من الماء محتوية على شيء من الدهن في الموضع الذي تقشرت فيه الميناء، فإن هذه النقطة تتسع حول الثقب، وتترك أثراً قبيح الشكل.
وكانت مجاميع الأطباق الواردة من الصين صافية جميلة يستطيع المرء أن يضع إحداها بين عينيه وبين النور، فيتبين أنها مصنوعة من معدن واحد، وهي فضلاً عن ذلك رقيقة خفيفة. . .
وكانت هذه المجاميع كنزاً في نظر رجل مثل أغسطس مشغوف بجمع التحف، فكان يشتريها بأي ثمن ويقدرها لجمالها ولحسن صناعتها. وقد بلغ من شغفه بها أنه تخلى لملك الفرس عن طائفة من جنوده طوال القامة مدربين كسائر رجال الحرس السكسوني في مقابل مائة قطعة من هذه الأواني الشرقية كان الملك الفارسي قد جمعها.
وكان أغسطس قانعاً في البداية بجمع الأواني من الخارج؛ ولكن في الوقت الذي أنشأ فيه (بوتجر) معمله في قصره طمع الناخب السكسوني في أن يضع تحت رعايته مثل الذي يقتنيه
وتساءل، عن السبب الذي من أجله يصنع الصينيون أواني جميلة، بينا المهرة من الصناع ومن الكيميائيين الأوربيين لا يصنعون الأواني إلا من الطين ملمعة أو مغطاة بالميناء
وعهد بعلاج هذه المشكلة إلى كيميائيه الصغير فكانت النتيجة ظهور الفخار الأحمر في أسواق ليبزيج سنة ١٧٠٧؛ وكان هذا الفخار يصنع من الصلصال الذي وجده فون تشر تهاوس قرب مدينة درسدن
وكان هذا الفخار الذي يصنع في ألمانيا فخاراً جميلاً ولكنه لا يزال بعيداً عن الأواني البيضاء التي تكاد تكون شفافة والتي تصنع في الصين. وقد ملَّ بوتجر من مطالب سيدة الأمير بعد أن صنع الفخار الأحمر. وحاول الفرار من سكسونيا وإنشاء مصنع تحت رعاية سيد أقل سيطرة من أغسطس. ولكن هذا الأخير جاء به إلى القصر القديم الذي يقيم فيه وسجنه في حصنه وإن كان أوتو وأولرتش لا يعلمان ذلك. وقد فرض عليه أن يبقى سجيناً حتى يصنع مثل الأواني العجيبة التي تصنع في الصين