وقد كنت عازماً أن أبثك كلمتي السابقة في إحدى رسائلنا، ولكني فضَّلت أن تأتيك عن طريق الرسالة كي يطالعها معك القراء فيشهدوا أنني أعبر عن شعورهم وأترجم عما يجول بخواطرهم. وإننا لفي شوق ملح إلى ما يسيل به قلمك الساحر من سلاف!
أما الأستاذ الأمين، فما هو بالمحتاج للنصيحة، ولا ريب أن له رأيه وخطته؛ وما أكثر ما تضمر الأيام!
أحمد جمعة الشرباصي
عند مدير الدعاية في وزارة الشؤون الاجتماعية
في الساعة السادسة من مساء الثلاثاء الماضي اجتمع عند الأستاذ توفيق الحكيم مدير الدعاية في وزارة الشؤون الاجتماعية لفيف من مندوبي الصحف العربية والإفرنجية تلبية لدعوته ليصف لهم مهمة هذه الوزارة ولم أنشئت وقد رحب بهم حضرته وأحسن استقبالهم ثم قال لهم:
كلفني الوزير معالي الشاذلي باشا أن أجتمع بكم لنتحدث معاً في شؤون وزارة هي أقرب الوزارات إليكم وأوثقها اتصالاً بكم وبالشعب الذي أنتم عيونه ولسنه. ذلك أن وزارة الشؤون الاجتماعية هي كما يدل عليه اسمها: وزارة شؤون الشعب، الشعب الذي لا ينبغي منذ اليوم أن يسقط من الحساب، فهو القوة الحقيقية للدولة. لقد رأينا دائماً أن الجيوش قد تحطم ولكن الشعوب لا تحطم.
وهنا قد تسألونني عن السبل التي تسلكها الوزارة للنهوض بالشعب وإنشائه نشأة جديدة فأجيبكم بأن الطرق التي سنتبعها كثيرة وهي تتلخص أول الأمر في إعانة كل فرد من أفراد الشعب على رفع مستوى حياته مادياً وتحسين حاله صحياً وروحياً وخلقياً. إن الفرد خلية حية في جسم المجتمع ومفتاح صغير من مفاتيح تلك الآلة الهائلة التي تتحرك وتدور. وإن في فساد بعض الخلايا وعطب بعض المفاتيح اعتلال الجسم واختلال الآلة. وهنا كان دائماً مصدر تفشي الداء في شعبنا منذ أمد طويل
لهذا توزعت أعمال وزارة شؤون الشعب على نواح شتى، فقامت فيها إدارات تعالج هذه