ما لا يباح؟
لقد قضيت أعواماً طوالاً في محاربة الدكتور طه حسين، واستطعت أن أعدل مسالكه الأدبية بعض التعديل، فهل أستطيع اليوم أن أخوفه من عواقب السكوت على أغلاط بعض زملائه الأعزاء؟
إن الدكتور طه هو المسئول عن احمد أمين، فهو الذي قال: (إن أحمد أمين لم يكن يعرف نفسه فهديناه إليها) ومعنى ذلك أن أحمد أمين لم يكن يعرف أنه أديب قبل أن يدله الدكتور طه على الكنز المدفون في صدره
كنت أعرف أن الدكتور طه على خطأ يوم ظن أنه استكشف (الأديب) المدفون في صدر احمد أمين، ولكني رأيت ألا أسارع إلى تخطئة الدكتور طه، علماً بأن الأيام سترد الدكتور طه إلى الصواب، فهل ردته إلى الصواب؟
لقد حدثتكم من قبل أن أحمد أمين لم يكن أديباً، وإنما كان موظفاً مخلصاً للوظيفة لا يرى ما عداها من الشؤون، ثم قال له طه حسين: كن أديباً، فكان
واليوم أحدثكم أني أخطأت، والصواب أن أحمد أمين لم يكن أديباً، وإنما قال له طه حسين: كن أديباً، فلم يكن!
يا دكتور طه:
هل تصدق القول بأن اللغة العربية لم يكن فيها كاتب يحلل المعاني غير ابن خلدون؟
أحب أن أساجلك الحديث، فقد ضجرت من مساجلة أحمد أمين
ما رأيك في الرعيل الأول من الكتاب بعد عصر النبوة؟
ما رأيك في الخطاب الذي وجهه عبد الحميد بن يحيى إلى الكتاب؟
ألا تراه غاية في تحليل المعاني وتشريح الأغراض؟
وما رأيك في طريقة عبد الله بن المقفع وهو ينثر الحكم أو يكتب العهود؟
إن كتاب كليلة ودمنة هندي الأصل، فليس لابن المقفع غير الترجمة والتهذيب، ولست من القائلين بأن كتاب كليلة ودمنة من إنشاء ابن المقفع، ولكن ما رأيك في مقدمة ذلك الكتاب، وهي بالتأكيد من إنشاء ابن المقفع؟
أليست تلك المقدمة شاهداً على أن ابن المقفع يجيد الاستيعاب والاستقصاء؟