للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيها وأخالط رجالها العسكريين وأزور معاهدهم كل يوم مازالت مبهمة، ومازلت في كل يوم أرى جديداً لم أشاهده من قبل. فإذا استعرضت هذا الماضي الطويل وعرفت أثره في تربية النشء وبث الروح القومية أدركت حاجتنا الماسة إلى متحف يضم تلك الذكريات العظيمة فيشاهد الصبي تحتمس أو رمسيس أو صلاح الدين أو إبراهيم وقد تقلدوا أسلحتهم ودافعوا عن كرامة بلادهم. فهل تظن أن من يشاهد عز أولئك يرضى بالذلة لنفسه؟ محال! فالذكرى تنفع المؤمنين

مشروع ضخم

وإذا كانت مصر قد عاشت تلك السنين الطويلة بدون متحف حربي عام فقد أنشئت عدة متاحف ضمت عدة مجموعات من الأسلحة أهمها ما هو محفوظ الآن في المتحف الحربي في قصر عابدين. وقد تنبهت وزارة الدفاع الوطني منذ سنوات إلى أهمية هذا المشروع فقدرت إنشاء متحف حربي عام عينت لإدارته لجنة من كبار ضباط الجيش المصري واختارت حضرة النقيب عبد الرحمن زكي أفندي أميناً له.

وشرع أمين المتحف من اللحظة الأولى في وضع برنامج الإنشاء فزار الأماكن التي توجد فيها آثار حربية مصرية سواء كانت هذه الأماكن معاهد عامة أو منازل خاصة. فكثير من ضباطنا الذين اشتركوا في حروب السودان وأغلب أمراء العائلة المالكة يحتفظون بمجموعة ثمينة من الأسلحة وخصوصاً من عهد محمد علي إلى الآن. وليكون تنظيم المتحف على أحدث طراز سافر أمينه إلى أوربا فشاهد هناك أحدث الطرق لحفظ الآثار وأبرع الوسائل لعرضها على أنظار الجمهور حتى تؤدي الغاية المقصودة منها سواء كانت قومية أو تعليمية

وقد يكون من الصعب على الإنسان أن يتخيل صور مصر الحربية خلال خمسين قرناً فإذا قارنا بين إنسان يتخيل صورة وبين آخر يحاول أن يخلق صورة واضحة استطعنا أن ندرك ضخامة العمل وما يحتاج إليه من جهود. فإنشاء النموذج الواحد يستلزم الرجوع إلى عشرات المؤلفات والصور. فهاهو مثلاً نموذج لقلعة بنيت في عصر رمسيس الثالث يتطلب بناؤه زيارة القلعة الحقيقية ومعرفة تخطيطها ثم الطريقة التي تبعها المصريون الأقدمون في حروبهم والأسلحة التي استعملوها لمغالبة مهاجميهم حتى تتكون لدينا صورة

<<  <  ج:
ص:  >  >>