فروح الكراهية والانتكاس والتطاحن لا تظهر عندنا في وقت السلم، فإذا دعا الداعي للحرب أظهرت الأكمة ما وراءها، وظهرت قوة الشعب
ومن المعلوم أن أركان حرب الجيش الألماني قد حذر النازي من الارتطام في حرب عامة إذ أن حرباً كهذه ستؤدي إلى هزيمة لا شك فيها. وقد أرسل إلينا ضابط عظيم يطلب الاستعانة بالصحافة السرية، على تحذير الشعب الألماني من الدخول في هذه الحرب. ويقول هذا الضابط في كتابه:(إن مركز ألمانيا الجغرافي في وسط أوربا وقرب مصانعها من الجهة الحربية، ومدنها الغاصة بالسكان تجعلها عرضة للغارات الجوية. ومن السهل على الطائرات الوصول إلى أقصى ناحية من الريخ في ساعة من الزمان). وعلى هذا النحو تسير الصحافة السرية في إرشاد الشعب الألماني وتحذيره بطريقة منظمة في كل أسبوع، بحيث تنير الطريق أمامه في ظلام المدلهمات.
هل تستطيع اليابان أن تحكم الصين
(عن (أميركان ميركيوري))
يلوح أن الضحايا العديدة التي فقدتها اليابان والأموال الطائلة التي بذلتها في الحرب الصينية سنتين كاملتين، قد ذهبت كلها أدراج الرياح. وقد تنقضي تلك الانتصارات المزعومة في هذه الحرب الطاحنة دون أن تفيء على الأمة اليابانية ما تأمله من الغنم. وذلك أن اليابانيين لم يرزقوا ذلك النوع من الدهاء السياسي الذي يمكنهم من حكم البلاد بغير العنف والإضرار، مما لابد منه لكل أمة تريد التوسع والاستعمار
وتدل الحالة في فورموسا وكوريا ومانشوكو على أن الاستعمار الياباني لم يكن إلا نوعاً من الحرب المتواصلة التي يشقى بها الحاكم والمحكوم، وليس فيها أي دليل على الاستقرار والهدوء والتمكن من الاستيلاء على ناصية الأمور
ولعل الميول العسكرية التي ساقت الجيش إلى الانتصار بحكم الرغبة في السيطرة والقوة، هي نفسها التي ذهبت بقيمة هذا الانتصار، فإن حكم الجيش لتلك البلاد المقهورة هو الذي جعل اليابان عاجزة عن توطيد مركزها بها
وقد أخذت اليابان تفكر تفكيراً جدياً في نبذ تلك الفكرة التي كانت ترمي إلى فتح الصين