من مذخور البلاغة لا يختلف عما عند الناس. فلماذا نؤثر النظر على العمل ونبذر الجهد والمال والوقت في استثمار الصفصاف واستيلاد العقيم؟
إن الذين يستطيعون أن يقرءوا المجلة العتيدة هم بثقافتهم مستغنون عنها، والذين يهمكم أن يقرءوها لا يستطيعون لأميتهم أن يستفيدوا منها. فأعدوا القارئ قبل أن تعدو المجلة؛ وإعداد القارئ هو الميدان الأول لجهاد الوزارة؛ فإذا انتصرت فيه فقد ضمنت النصر المؤزر في سائر الميادين.
على أن تثقيف الشعب من طريق التعليم في هذه المدارس الشعبية لا يكلف الحكومة أكثر مما تكلفها الفرقة القومية أو مجمع فؤاد للغة العربية، والخير الذي تصيبه الأمة من وراء هذه الكتاتيب المتواضعة لا يجوز أن يوازن به عمل لا يزال صلاحه في ذاته أمراً مشكوكاً فيه!
هذا بعض ما يدخل تحت عنوان (الجهل) أجملناه في هذه الأسطر لتمضي الوزارة في سبيل التفكير فيه، وفي ظننا أنها ستجد في طوايا بحثه أبواباً للعمل وسبلاً للإصلاح تغنيها عن المشروعات المبتسرة التي تلقفها من المجالس، والموضوعات المرتجلة التي تأخذها عن الصحف