الموتى: فالبرزخ الفاصل بين الحياة الفانية والحياة الباقية مصور كله في وضوح ودقة! فهنا الميزان، وهناك الصراط، وهنالك المطهر، وفيما بين ذلك عقبات هائلة وحيات قاتلة لا يفلت منها الا من حمل جواز الأمان وعرف كلمة السر!!
وقفنا حيال فرعون وهو راقد في أكفانه الذهبية رقدة الضراعة والهون! يشمت به الفناء، ويسخر منه البقاء، ويصيح في أذنيه القدر:
لقد علوت في الأرض، وغلوت في الجبروت، وسخرت الزمان لتخليدك، والانسان لتمجيدك، ثم كانت عاقبتك يا فرعون هذه العاقبة المضحكة!! فصاحب اذنك خادم حقير، وكبير أمنائك (ترجمان) أجير، وشعبك العابث يحضر (التشريفة الكبرى) يوم العيد في غير حلة رسمية، ولا هيئة جدية، وجلالتك الالهية كلها لم تقو إلا على الدود، ولم تحظ إلا ببسمة ساخرة من ثغر الخلود!!