لقد سرق هذه الفكرة من باحث لا أنوه باسمه إلا وأنا كاره لأني أبغضه أشد البغض وقد أرجع إلى مصاولته بعد أيام أو بعد أسابيع.
هذا الباحث هو الدكتور طه حسين الذي عرف الجمهور بالأستاذ احمد أمين
ولكن متى قال الدكتور طه هذا الكلام؟
إن أحمد أمين يظن أن ذاكرة الناس ضعفت كل الضعف، وأنه لم يبقى في مصر أو غير مصر من يتذكر مقالة نشرت منذ عام أو عامين، فكيف يتذكرون مقالة نشرت منذ أكثر عشر سنين؟
فما هي تلك المقالة؟
هي مقالة الدكتور طه حسين في نقد بائية شوقي في يوم (سقاريا) التي عارض بها بائية أبي تمام في يوم (عمورية)، بائية شوقي ذات المطلع:
الله أكبركم في الفتح من عجب ... يا خالد الترك جدد خالد العرب
وقد نص الدكتور طه في تلك المقالة على أن شوقي استعمل في وصف الحرب التركية اليونانية ألفاظاً وتعابير كانت تعرفها الحروب القديمة، ولكنها مجهولة عند المحاربين في العصر الحديث
أنكر الدكتور على شوقي أن يقول في خطاب مصطفى كمال:
قذفتَهم بالرياح الهُوج مسرجةً ... يحملن أُسد الشرى في البيض واليَلَبِ
وأن يقول في مدح الجنود الأتراك:
والجاعلين سيوف الهند ألسنهم ... والكاتبين بأطراف القنا السلُب
وكانت حجة الدكتور طه أن (أسد الشرى) عبارة قديمة وقد لا يفهمها الترك، وأن (البيض واليلب وأطراف القنا السلب) ليست أهم الأدوات الحربية في هذه الأيام
وقد تأذى شوقي بهذا النقد اشد التأذي لأنه في ظاهره لا يخلو من بريق، ودعاني إلى الرد على الدكتور طه حسين ولكني اعتذرت لأسباب أدبية لا يتسع لشرحها المقام، ولعلي كنت أحرص على مجاملة الدكتور طه في ذلك الحين
ومقالة الدكتور طه في نقد بائية شوقي مشوهة جداً، ولكن عند من؟
عند الذين كانوا يسايرون الحياة الأدبية أيام الفتنة بين السعديين والدستوريين والاتحاديين،