وإن الحكم هو القوة
ويعرض العالم البطاقة على الإمبراطور فيتناولها ويقول: (قراءة صحيحة)
ويعود العالم إلى مكان الحافظة فيضع فيها البطاقة ويلتفت إلى الإمبراطور ويقول):
العالم - هذا خير ما أداه العالم؛ فقد استغل بقايا الإنسان المحطم الذي لا خير فيه. لنفسه ولا لأمته فأعاده كما ترون جلالتكم، يد من الصلب، ورجل من البرنز، وذراع من النيكل، ومفاصل من الأليومنيوم، وعين تلسكوبية، وأذن من مصابيح الراديو
(ويلتفت العالم إلى الجندي ويسأله):
العالم - ماذا تسمع الآن؟
الجندي - صوت بوق عال
الإمبراطور - هذا مستحيل فإني لا أسمع شيئاً. افتح النافذة
(فيفتح العالم النافذة وينصت الإمبراطور فيسمع صوتا ضعيفا هو صوت بوق عن بعد)
الإمبراطور (في دهشة) هذا هو الكمال التام
العالم - هذا انتصار على المادة. إن الجندي الذي يسقط في الميدان يصبح عالة على الأمة لا يصلح لشيء، ولكن العلم يرد إلى الأعرج رجله وإلى الأبتر ذراعه، وإلى الأصم تلفونين في جانبي أذنيه، وإلى الأعمى تلسكوبين تحت حاجبيه
ويلتفت الإمبراطور إلى الجندي المرقع ويسأله: (كم مدة خدمتك في الجندية؟)
فيتقدم الجندي ثم يرفع يده بالسلام
العالم - أجب جلالة الإمبراطور
الجندي المرقع - ثمانية عشر عاماً يا مولاي
الإمبراطور - وهل أنت متزوج؟
الجندي - نعم يا مولاي
الإمبراطور - وهل لك أولاد؟
الجندي - سبعة يا مولاي
العالم (متدخلا في الحديث) منهم خمسة ذكور يا مولاي
الجندي (في مرارة) - واحد مات وثلاثة في الميدان والأصغر سيتبعهم