للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاستباح الجهال شتمي وعدُّوا ... فتنتي بالجمال من هَنَواِتي

ظلموني فلم أكن غير روُحٍ ... صِيغَ من لوعة ومن زفراتِ

لو بعيني رأوا صدور الغوانِي ... سبَّحوا للجمال في الصلواتِ

ومن غرائب الدهر - وللدهر غرائب - أن أضطر إلى الدفاع عن نفسي وقد جعلت الهيام بالمعاني الروحية والذوقية شريعة من الشرائع، وملأت الدنيا بالحديث عن أزمات الأرواح والقلوب في الشرق والغرب، ولم تكن فتنتي بالأعاصير في صحراء النجف أقل من فتنتي بالأزاهير في حدائق روان

الأستاذ محمود قراعة رجل فاضل، والفضل يوجب عليه أن يعترف بأصل الخلاف بيني وبين الأستاذ أحمد أمين فيما يتصل بأدب المعدة وأدب الروح، فقد أنكرت عليه هذه التسمية فيما يختص بالقرآن، لأن القرآن يرى الشخصية الإنسانية مكونة من جسد وروح، وقد وعد المؤمنين بأن ستكون لهم في الجنة طيبات من النعيم المحسوس

والفضل يوجب على الأستاذ قراعة أن يعترف بأني نقلته من حال إلى حال، فقد صرح بأن ما ورد في القرآن من اللذات الحسية ليس إلا رموزاً وإشارات، وأعلن أن بعض المبشرين تهكم حين سمع أننا نقول بأن المؤمنين ستكون لهم في الجنة أطايب من لذات الحواس!

وقد بينت في الكلمات الماضية أن هذه النزعة لم تصل إلى بعض المسلمين إلا عن طريق النصرانية، وقد اقتنع الأستاذ قراعة بهذا الرأي بعد أن تعرض لمناوشات صوبها إليه باحث من مصر وباحث من فلسطين

أما ثناء الأستاذ محمود قراعة على الأستاذ أحمد أمين فهو مقبول، ذكره الله بكل صالحة، وأعانه على فهم القيمة الصحيحة للأدب العربي، وجعله بالفعل لا بالقول من أنصار الروح!

اسمعوا كلمة الحق، أيها الناس

إن الأستاذ أحمد أمين قال في لغة العرب كلاماً لو قيل مثله في لغة الزنوج لعد من المفتريات، فكيف يكون تصحيح أغلاطه ضرباً من العدوان على الآمنين؟

٣ - أما الأستاذ محمد علي عكاوي فسنرد عليه في العدد المقبل. وأما الفتنة التي ثارت بين الدكتور فارس والدكتور أدهم وأشير فيها إلى أسمي عدة مرات فقد أكتب عنها كلمة بعد

<<  <  ج:
ص:  >  >>