للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كل ما فيها وصف ساذج لحالات تتقوم بفكرة النهي عن العقاب. كذلك قصيدة الطغرائي في الحمامة الباكية، يمكن أن نقول فيها إنها وصفية ساذجة بعيدة عن التحليل. أما قصيدة الشريف الرضي فما بدا فيها من تسلسل الفكرة والترابط بين الموضوعات التي تنتقل فيها القصيدة، فهي نتيجة لكون طبيعة الناثر متغلبة على الشريف الرضي، وليس من ذلك طبيعة التحليل في شيء

٣ - يتصور الدكتور زكي مبارك أن النزعة التحليلية في الأدب تقوم على أساس الاهتمام بتصوير المعاني وإشعار السامع والقارئ بأن هنالك محاورة للعواطف والقلوب والعقول. وهذا خطأ، لأن القدرة على الوصف وإجراء الحوار شيء، والقدرة على التحليل شيء آخر، فقد يكون شاعر من الشعراء وصافا، ولكن ذلك لا يعني أنه صاحب تحليل يمكنه من ردَّ الأشياء إلى أصولها الأولى. وإليك مثلاً لذلك قول تميم بن جميل في وصفه حاله الشعورية وهو يرى منظر الموت أمام المعتصم. فهذه القصيدة - وقد ذكرها زكي مبارك - وصفية، وهي بعد ذلك ليست قائمة على عنصر التحليل للحالات الشعورية التي كانت تنتابه في ذلك الموقف والخلجات التي كان يحسها، ومنظر الموت أمامه

والذي عندي أن السبب في خطأ الدكتور زكي يرجع إلى أنه ظن الوصف من التحليل، وسبب هذا الظن الخاطئ أنه قرأ لإسماعيل مظهر والمازني والعقاد أن ابن الرومي متفوق في الوصف، ثم قرأ لهم أنه صاحب طريقة التحليل في الأدب العربي فاختلط في ذهنه هذا بذاك وكان منه الظن بأن الوصف من التحليل

هذه ملاحظات وجدت من المفيد أن أعقب بها على ما كتبه الدكتور زكي مبارك في هذا الموضوع. وليس بي غير الرغبة في تبيان رأي قديم لي في هذا الموضوع والسلام.

(الإسكندرية)

إسماعيل أحمد أدهم

حول أبن تيمية وابن بطوطة

اطلعت في الرسالة الغراء على كلمة للأستاذ محمد محسن البرازي يأخذ فيها على الشيخ الخالدي ما نقلته عنه من أن ابن بطوطة لم يدرك ابن تيمية، وكان الشيخ قد ذكر هذا ينفي

<<  <  ج:
ص:  >  >>