وفي قريب من الوقت الذي طبع فيه ذلك الكتاب كان كتاب آخر باسم (بولونيا مفتاح أوربا) يطبع لمؤلفه الدكتور رايموند لسلي الثقة بين علماء الأمريكيين في هذه الشؤون، وكان مؤلفه يراجع آراء هتلر التي بسطها في كتابه (جهادي) عن المحالفة بين الروس والألمان فيرد قائلاً:
(ومع هذا يحتمل أن تصبح الروسيا أقوى من أن تمزق وأضعف من أن ترفض اقتراحاً من النازيين بالاتفاق الشامل بين الفريقين. فهي في عزلتها عن فرنسا وبريطانيا العظمى، وفي حذرها من تهديد اليابان لتخومها الشرقية، قد تؤثر محالفة ألمانيا على محاربتها، وقد تؤدي هذه المحالفة إلى بطلان الدولية الثالثة وتقديم الموارد الروسية إلى الألمان واتخاذ السياسة المعادية لليهود؛ ويلوح أن إبرام هذا الاتفاق عسير قبل موت ستالين، ولكن احتمالاً من هذين الاحتمالين وهما الحرب أو المحالفة الشاملة أمر لا ينبغي أن يغرب عن البال. . . ولا يصعب علينا أن نتوقع اتفاقاً على تقسيم بولونيا تقسيماً جديداً بعد المحالفة)
وحوالي هذا الوقت بعينه كانت صحيفة إنجليزية تصدر في فانكوفر اسمها شمس فانكوفر وهي بلدة في كندا تنشر بحثاً ضافياً في هذا الموضوع فتقول فيه بعد عرض المسألة من جميع جوانبها ما خلاصته:(أن ستالين وهتلر قد يطرحان عنهما خصومتهما القائمة في الوقت الحاضر ويتفقان على تكرار تقسيم بولونيا من جديد. فالحكومة والأحوال في كلتا الأمتين الروسية والألمانية ليس بينهما كبير خلاف، وإن سخط هتلر وأصحابه من بيان هذه الحقيقة: كلتاهما حكومة طغيان عسكري لا أثر في ظلالها للحرية، وقد صدقت الفكاهة التي تشيع اليوم في البيئات الألمانية وفحواها أن صاحباً يسأل صاحبه في معزل عن الناس: ما الفرق بين روسيا السوفيتية وألمانيا النازية؟ فيجيبه: الجو بارد في روسيا أبرد!. . .)
كان الباحثون السياسيون يفيضون في أمثال هذه البحوث بين الترجيح تارة والتوكيد تارة أخرى والسفراء والوزراء يلحون في وجوب عقد المحالفة بين الروسيا من جهة وبريطانيا العظمى وفرنسا من الجهة الأخرى، وكان منهم رجل حصيف مثل لويد جورج يكتب وينادي بأن هذه المحالفة ضرورة لا محيص عنها وباب لا باب غيره للنجاة من إرهاب