الآسف. ولعل سبباً من أسباب ذلك العقم يرجع إلى النظام الذي ابتدعه دنلوب قديماً في مكافأة رجال التعليم وترقيتهم، والذي أخذ به أتباعه ولا يزال يأخذ به الكثيرون منهم، ذلك النظام العتيق الذي يقضي بقصر الترقية على ذوي المؤهلات التي حصل عليها الواحد منهم من غير نظر إلى ما ينتجه فترهم يقدمون دائماًَ صاحب المؤهلات الأوربية على ذوي المؤهلات المصرية مهما كان الأول عديم الإنتاج ومهما كان الثاني كثير الإنتاج لا لسبب إلى لأن الأول - كما يقولون - رجل إنجلترا أو وهذا النظام - وهو نظام المؤهلات والشهادات يقضي على الإنتاج العلمي قضاءاً تاماً، لأن الجميع عرفوا أنه يكفي للواحد منهم أن يقضي ثلاث سنوات في إنجلترا ليضمن القفز المستمر في التقدم على زملائه بل على أساتذته أنفسهم مهما كانوا منتجين! وبذا لا يهتم رجل التعليم اليوم بأن يكون منتجاً (وقد يضر الإنتاج أحياناً) بقدر ما يهتم بأن ينتسب إلى إحدى الكليات في أوربا ليقضي بها سنين معدودة تجعله في مقدمة الصفوف دائماً وتضمن له الوصول إلى أعلى القمة
وإنا لنأمل في هذا العهد الجديد أن يقضي على هذا النظام الدنلوبي العتيق قضاءاً تاماً، لأنه يقف حجر عثرة في سبيل النهوض بالإنتاج العلمي والعقلي الذي يجب أن يكون هو الأداة الفعالة في سبيل النجاح والرقي