لأن هذا خاض الحياة الشاقة. إن اللون التخيلي عند تيمور في (نداء المجهول) يقارب بعض المقاربة ما نعرفه من فن القصصي الفرنسي مع اعتبار ما يميز الكاتب من الكاتب من حيث الأسلوب والتفكير
وأسلوب تيمور في قصته التخيلية لا يبرح أسير الطريقة الواقعية كما قدّمت: فلا اللفظ يثب من موضعه المعهود، ولا التعبير يميل إلى الإيحاء، ولا العبارة يجربها نغم خفيّ. بل كل ما يتصل بالأداء تصيبه في المكان الذي كنت تحتسبه
لا أدري ما الذي وقع لصديقي تيمور حتى يجنح إلى ذلك التخيل ثم يريده إرادة؟ أي شيء ينفّره من هذا العالم ثم يطير به إلى آفاق المجهول؟ هل خاب أمل من آماله؟ هل أحسن بطلان دنيانا وتعرّف مبلغ زيفها فانجذب إلى التشاؤم كما انجذب إليه (بيرلوتي) من قبل؟ إن عطف تيمور على الإنسانية ورثاءه لبؤسها وضعفها مما هو جليّ في قصصه السابقة. وبين هذا العطف على الناس وطلب الفرار منهم خطوة. . . ألا شبّك يدك بيدي أيها الصديق، فاثنان على الفرار المضني أقوى من واحد، وإن كان لكل منا جناحه!
وبعد فرجائي ممن يستهويه الأفق البعيد أن يقرأ (فرعون الصغير) لكي ينطلق فيحيا قدر لحظات حياة البطولة أو حياة الغرابة، ثم يهبط إلى أرضه فتعاود أيامه دورتها الشاحبة. وحسب تيمور أنه يستطيع بذل تلك اللحظات النفيسة، حسبه! هل يستطيع ذلك غير صاحب افتتان غزير المادة لطيف النواحي؟
بشر فارس
التاريخ المزخرف والأشعار المسرحية
١ - أشكر لحضرة السيد محمد علي عكاري جهده في تقديم بعض الشواهد التي تؤيد القول بأن وثنية العرب قامت في الأصل على قواعد روحية، وأرجوه أن يجعل هذه المسألة في باله فيقيد جميع ما يصادفه من البينات التي تجلو غوامض تلك الوثنية.
وليكن مفهوماً عنده وعند سائر الباحثين أن الوثنيات في جميع بقاع الأرض لم تكن إلا صوراً أو رموزاً لحقائق وجدانية ومعنوية كانت في الأصل ديانات سليمة خفيت مغازيها على الجماهير فجسّموها بالصور والتماثيل. ومن هنا تسقط حجة من قال إن وثنية العرب