كانت (أرضية وضيعة) ولو أنه كان فهم هذه الحقيقة لعرف أن العرب لم يكونوا بدعاً بين الأمم حين عبرّوا عن عقائدهم بمثل ما عبّر به الفرس والهنود واليونان والرومان والمصريون
وقد أوضح القرآن حجة الجاهلين في عبادة الأوثان إذ حكى أنهم قالوا (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وهذه العبارة القرآنية تشهد بأن الأوثان كانت رموزاً لمعان روحية
وأنتقل بعد هذا إلى صلاة المأمون علي الموصلي والكسائي وابن الأحنف وقد ماتوا في يوم واحد فأقول:
إني أوردت هذه القصة في كتاب (مدامع العشاق) نقلاً عن شرح شواهد ابن عقيل للشيخ قطة العدوى، وهو لم يخترعها وإنما نقلها عن بعض المصادر الأدبية
وأنت لا تنكر أني أوردت هذه القصة بتحفظ مراعاةً للأمانة العلمية، فأرجو أن تعرف أنها عندي من التاريخ المزخرف ? والتاريخ الزخرف يقبله الباحثون في الموضوعات التي تغلب فيها الصبغة الروائية على الصبغة التاريخية.
والذي زخرف هذا التاريخ كان يقصد إلى تمجيد العباس ابن الأحنف الذي كاد يتفرد بإجادة القول في الكتمان، والذي أذاع معاني الصدق في الوجد في أيام كثرت فيها الاستهانة بشرف العفاف
ولو أنك رجعت إلى أكثر الأخبار الأدبية لرأيتها من التاريخ المزخرف الذي يعتمد على التصوير أكثر مما يعتمد على التحقيق، وذلك التاريخ مقبول في الميادين الأدبية، والغرض منه معروف، فلا تستغرب صدوره من العرب، لأنه يشهد بأنهم كانوا من أهل البراعة والخيال
٢ - نشرت (الرسالة) كلمة لصديقنا الدكتور بشر فارس في نقد رواية (مصرع كليوباترا) التي مثلتها الفرقة القومية، وفي ذلك النقد آراء فيها المقبول والمردود، ولكني أقف عند قوله:
(ألقى الممثلون شعر شوقي كما كنا نلقي الشعر العربي في المدارس: نقطّع أقسام البيت ونتمهل عند العروض ثم نضغط على الضرب، والذي يحرك ألسنتنا الوزن الذي عليه جاءت القطعة أو القصيدة. وفي ذلك الأمر ما فيه من غرابة، فإن الشعر لعهدنا هذا في