للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجالسين بما يشبه أن يصدر عنهم فاكتفينا عن نشر ما كتبوا بهذا التنويه.

قرية تعليمية نموذجية في السودان

اختير الأستاذ عبد العزيز أمين عبد المجيد خريج دار العلوم وجامعات إنجلترا ليساهم في الجهاد الثقافي الحديث في السودان الشقيق. والأستاذ عبد العزيز من القلائل الذين زاوجوا بين الثقافتين الشرقية والغربية بالبصيرة النيرة والمنطق السليم، وقد كتب إلى (الرسالة) كتاباً نقتطف منه هذه الجملة:

(. . . بخت الرضا قرية تعليمية نموذجية أسستها مصلحة المعارف السودانية سنة ١٩٣٤ لتكون مركزاً للتجارب في التربية والتعليم. وأنشأت بها ثلاث مدارس: مدرسة أولية، ومدرسة وسطى، وكلية للمعلمين. وقد راعت في تأسيس هذه القرية ومدارسها أن تكون ريفية محضة، وأن تكون القرية مستقلة في المعيشة بقدر ما يمكن. ولذلك فقد بنيت بيوتها ومدارسها من اللبن أو الجالوس، وحفرت بها الآبار، وتضاء ليلاً بمصابيح البترول، وبها دكاكين ومسجد وصيدلية وحمام للسباحة وملاعب للرياضة البدنية. وتتبعها حقول وحدائق للتجارب الزراعية. وبها أبقار وأغنام ومصانع للزبدة ولها نجارها الخاص وحلاقها وخفراؤها الخ والتلاميذ والمدرسون والمشرفون يعيشون في هذه القرية التي لا يسكنها أجنبي. والعمل في هذه القرية وما يتبعها مستمر طول اليوم وهزيعاً من الليل في المزارع ومرابط الأبقار ودكاكين النجارة وحجرات الدراسة الخ ونظام العمل هنا تعاوني، ويقوم الطلبة بمعظم الأعمال المدرسية والمزرعية والمنزلية بالاشتراك، ويصدرون جريدتهم الأسبوعية ومجلتهم الشهرية. وبالجملة فالغاية هنا من التربية أن تكون عملية بسيطة رخيصة تعد السوداني ليعيش في القرية السودانية ويعتمد على نفسه في أكثر ما يحتاج إليه

وللدراسة خمس شعب: شعبة المواد الاجتماعية، وشعبة الرياضة، وشعبة الفنون الجميلة والأعمال اليدوية، وشعبة الزراعة، وشعبة اللغة العربية. ولكل من هذه الشعب رئيس إنجليزي إلا شعبة اللغة العربية فهي من نصيبي. ولكل رئيس مساعدان، ومهمة رئيس الشعبة الإشراف على كل عمل يتصل بمادته أو موارده، وهو مسئول عن المدرسين والكتب وطرق التدريس ونظام العمل في حصص مادته. وهو أيضاً مسئول عن وضع المنهج المناسب وتأليف الكتب. وهذا المنهج وهذه الكتب تمر في مرحلة التجربة قبل أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>