وأخيراً رجحت عندي كفة الإقدام على ما اعتزمت ثقة بأنه لن تتحد النخوة مع الجبن ولا تتنافر شجاعة المصلحين ومثابرتهم كل في سبيله، مادامت ترمي إلى هدف سام، وتطمح إلى غاية نبيلة
وفي اعتقادي أن الأستاذ الفاضل أحمد أمين حينما تعرض بمقاله (جناية الأدب الجاهلي على الأدب العربي) لم يكن قصده من النقد والتوجيه إلا نبل الغاية، وحسن النية، واعتقد أيضاً أن ثورة الدكتور مبارك التي تجلت في المقالات التي عنونت:(جناية أحمد أمين على الأدب العربي) لم تكن إلا ثورة للنقد والإصلاح من طريق آخر، وكلا الغرضين شريف بالنسبة لموضوع الأدب العربي الذي نال حظوة موفقة بأن هيأت له الظروف قلم هذين العالمين الفاضلين.
والآن وقد أتممت يا حضرة الدكتور عشرين مقالاً تحت العنوان السالف الذكر، فإني أتقدم إليك برجاء لم يدفعني إليه إلا رغبتي الأكيدة في أن توجه جهودك الجبارة ونشاطك المعدوم النظير، إلى نوع آخر من الإصلاح حتى نفوز بقراءة طريفة من قلمك المرن
وأحب أن أخبر حضرتك أني من المعجبات بكل ما يكتبه الأستاذ الفاضل أحمد أمين بأسلوبه العلمي المتين، وأؤكد للدكتور الفاضل زكي مبارك أن الأستاذ أحمد أمين يتصدر ركناً مهماً في الثقافة المصرية، وقد أبلى فيه بلاء حسناً، سواء وافقتني على رأي هذا أو لم توافقني. وأقول إنه إن تخلى عن مجهوداته التي يؤديها، أو أنكر فضله إنسان فيما سبق أن أداه، فليس من السهل ملء الفراغ الذي لا بد يحدثه هذا التخلي وذلك الإنكار
هذا ورجائي أن تتفضل الرسالة الغراء بنشر خطابي هذا إلى الدكتور زكي مبارك، ولا إخالها إلا فاعلة كما هو عهدي بها محبّة للحق، أمينة في خدمة الأدب والعلم والفن
زينب الحكيم
حول (مجلس في منزل الدكتور طه حسين)
بعد أن وقف القراء على تكذيب الأستاذ محمد عبد الواحد خلاف للحديث الذي رواه الدكتور زكي مبارك عن مجلس قال إنه كان في منزل الدكتور طه حسين، كتب إلينا كثير منهم يظهرون إعجابهم ببراعة الدكتور الفنية في إدارة الحوار وإجراء الكلام على ألسنة