للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أيحارب لأنه يريد أن يموت حباً في الموت فيقال له الفداء والدماء، أو يحارب لأنه يحب الحياة الكريمة؟ فإن يكن الموت ولابد (فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) أيحارب حباً في سفك الدماء أم ضناً بسلام بلده أن يعتدى عليه؛ فإن لم يكن بد من رد السهم إلى الرامية فان

قومي همو قتلوا أميم أخي ... فإذا رميت أصابني سهمي

أيحارب لأنه مل الحياة أم لأنه يرجو أن ينتصر فيسعد في الحياة؟ زينوا ثمر النصر ولا تذكروا ثمنه (فمن خطب الحسناء لم يغله المهر) واذكروا ذلك الشعر الحماسي العربي الذي عماده الغزل، وذلك الشعر الحماسي الأوربي الذي عماده الخيال الصادق في تصوير نجوى النفس

هذا فيما يتعلق بالأناشيد وهي أدنى ما يراد منكم، فالعسكريون أقل حاجة إلى حماستكم من المدنيين إلى حسن تصويركم؛ فضعوا للمدنيين القصائد المسهبة في وصف الحياة العليا التي تتخيلونها والتي من أجلها نحمل ضرورات الحرب إن وقعت. صفوا الترف والنعيم

كان حسان شاعر النبي يقول:

نشربها صرفاً وممزوجة ... ثم نغنى في بيوت الرخام

فهذا النعيم الذي يصفه هو الذي من أجله يدعو إلى الحرب فيطاع

وما آمركم بشيء أنا عنه بنجوة. أبدأ بنفسي. ولما كنت أومن بأن احتذاء المثل من أقوى أركان الفنون فسأبدأ بترجمة بعض الأناشيد الحربية التي كسبت بهت مواقع، وباختيار أناشيد حربية عربية كسبت بها مواقع، ثم أعرض نماذج من شعري الذي أدعو إليه. والى الملتقى على صحائف الرسالة.

عبد اللطيف النشار

جندي متطوع في الجيش المرابط

<<  <  ج:
ص:  >  >>