كل مزارعه لتجفيف المستنقعات لتصبح الأرض قابلة للزراعة في مواسمها؛ بل إن جيرانه قد أصبحوا يحاكونه، فكانت الشراعات تدور مع النسيم لمثل هذه الغاية. وكان الناس يأتون من أطراف هولاندا ليشاهدوا هذه الطواحين.
وكانت أول طاحونة ناجحة أنشأها الكماد هي التي أنشئت في سنة ١٤٠٨ وقبل عام ١٥٠٠ كانت هولاندا قد غصت بالطواحين الهوائية التي جعلت هذه البلاد في ظرف أربعمائة عام شهيرة بمناظرها الزراعية. وتحولت أراضي المستنفعات إلى مزارع خصبة، وأثرى الناس، وأدرك الإنسان فوزاً جديداً هو تسخير قوة من قوى الطبيعة ضد قوة أخرى في صنع آلاته. ونجح الهولنديون بمحالفتهم الهواء ضد الماء فانتصروا على الطبيعة.
وكانت الخطوة التالية هي التي انتصر فيها الإنسان على النار فاستخدمها لإدارة العجل بواسطة البخار. وقد استطاع الإنسان ذلك بعد مائتي عام. وتتم قصة العجلة بتمام القدرة على تحويل الوقود إلى قوة تحرك الآلات.