ومن رأينا أن الروايات الممتازة الخالدة التي سبق أن أخرجت للمسرح يجب أن تخرج ثانية وأن يراها الجمهور كلما سنحت الفرصة. وسوف يرى النقاد فيها لوناً جديداً من ألوان الإخراج والتمثيل. فالمخرجون قد أصبحوا غيرهم بالأمس، والممثلون كذلك إلا قليلاً. ونحب ألا يقال إنها روايات قديمة بل يجب أن يقال إنها خالدة لا يفرغ الجمهور من مشاهدتها ولا يكف النقد عن التحدث عنها وإنك لترى أنهم في أوربا، ولديهم المؤلف الحديث والرواية الجديدة، يعنون بتراث الآداب الخالدة. وروايات شكسبير وراسين وفولتير وغيرهم مترجمة إلى اللغات الحية، وهي تخرج على المسارح في كل فرصة والناس يقبلون عليها كأنها روايات جديدة. وعلى هذا فلا بأس من أن تخرج روايات شكسبير وسوفوكل وكورنبي وغيرهم؛ ولا ضير من أن يرى الناس للمرة المائة بعد الألف عطيل وأوديب والسيد وغيرها.
وكان أحمد أفندي عسكر موجوداً أثناء الحديث فأضاف (غادة الكاميليا)، وقد لقي اقتراحه قبولاً على أن تعرب الرواية من جديد وأن يقوم بتعريبها الكاتب الأديب الممتاز الذي اشتهر بتعريب الروايات الرومانتيكية العاطفية.
وعاد الأستاذ توفيق الحكيم إلى حديثه فقال:
لقد دلت التجارب على أن الرواية الموضوعة لم تصل بعد إلى المرحلة التي نطمئن لها، ومع ذلك فإن الباب سيظل مفتوحاً للكفايات المجهولة لنتقدم على مسئوليتها بما تنتجه، فلن نكلف أديباً أن يضع لنا رواية نكون مضطرين إلى قبولها منه. أما الروايات المترجمة فقد صح عزمنا بعد التجارب العديدة التي مرت بها الفرقة أن نختارها نحن من الأدب الرفيع قديمه وحديثه وأن نعهد بها إلى مترجمين ممتازين ممن لهم شأن معلوم ومكان معروف، وبذلك نضمن نجاح الرواية من كل الوجوه.
هذا وستعنى الفرقة بفن الأوبرا والأوبريت لترفع من شأنهما بعد إذ مرت عليهما فترة ركود حتى كاد يسدل عليهما النسيان ستاراً كثيفاً، وحتى انصرف الجمهور عنهما إلى صالات الرقص والمجون.
وعلى العموم فإن سياستنا ستكون النهوض بالفرقة ومساعدتها المساعدة الحقة على أداء رسالتها. ونأمل أن يكون النقد معنا وفي عوننا؛ فالفرقة لا تستطيع مقاومة العواصف من