وقول الأستاذ العمودي:(وأقدم ذكر جاء لهذه الكلمة في كتاب المؤرخ منتصف القرن الأول من ميلاد المسيح عندما وصف صمغ (المقل)، فقال: إنه ينبت من (شجرة ساركينية) اهـ. قول يحتاج إلى تصحيح فيقال:(وأقدم ذكر جاء لهذه الكلمة (هو) في كتاب الطبيب الشجار الإغريقي ذياسقوريذس العيْن زربى، من أبناء المائة الأولى للمسيح حينما وصف صمغ (المقل)، فقال:(صمغ شجرة تكون ببلاد العرب)(عن ابن البيطار في مادة (مقل) ٢: ١٦٢ من طبعة مصر) وأحسن من هذه العبارة هذه الترجمة: (هو صمغ شجرة تكون في السراة أو في السروات)
وقال الأستاذ العمودي نقلاً عن معلمة الإسلام وإن لم يصرح به:(وذكر المؤرخ الروماني بلينوس الأكبر في كتابه (التاريخ الطبيعي)، وقد كان معاصراً للإغريقي السابق الذكر، هؤلاء (السراكين)، فقال:(إنهم من جملة القبائل العربية الثاوية في صميم الصحراء، والتي تتاخم بلادهم بلاد الأنباط) اهـ.
قلنا: ولو قيل: (إن السرويين أو أهل السراة هم من جملة القبائل العربية. . .)، لكان الكلام عين الصواب. لأن صفة البلاد التي وصفها بلينوس هي صفة ديار السرويين تماماً.
ومن مقال الأستاذ العمودي، وهو مقتبس أيضاً من المعلمة الإسلامية:(وجاء على أثر هؤلاء؛ المؤرخ بطليموس، في منتصف القرن الثاني للميلاد، فذكر بلاد (السراكين)(إنها تقع في بلاد العرب الحجرية وعيَّن مكانها بقوله إنها تقع في غرب الجبال السوداء (لعل الصواب السُود) التي تمتد - بناً على قوله - من خليج فاران إلى أرض اليهودية. . .).
قلنا:(وهذا يثبت ما ذهب إليه وُصاف البلدان من السلف أي أن السَرَوات تمتد من أقصى اليمن إلى الشام).
وأما قول الأستاذ العمودي:(ولم يكتف المؤلف بكلامه هذا، بل عاد ونقض قوله، فقال في وضع آخر من مؤلفه: (إن (السراكين) شعب يقيم في داخلية بلاد العرب (كذا. ولعل الصواب يقصد بذلك بلاد اليمن وزاد على ذلك فقال: إن الهضاب المرتفعة، وبالقرب منهم نحو الشمال والجنوب يوجد (السراكينوس) و (الثموديون) اهـ.
ثم قال الأستاذ العمودي: وهذه الفقرة الأخيرة من بطليموس بعيدة عن أفهامنا كل البعد إذ لا يصدق مطلقاً أن توجد قرابة في المسكن بين (السراكينوس) و (العاديين) مثلاً. فأولئك -