للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

للمسلمين من وحدة عامة، وعصبية عامة، ولسان عام، وقد نبت الإسلام عربياً، وبعث على لسان رسوله العربي، ونزل قرآنه بلسان عربي مبين، فصح لهذا أن يمتزج الفرع بأصله، ولن يتحد الإسلام بالعربية، وأن يكون لسان شعوبها قاطبة، وقد نجحت هذه النظرية أتم نجاح، وأخلص المؤمنون العمل بها، فعمت العربية ذلك المنبسط الآسيوي والأفريقي إلى حدود جبال البرنة في أوربا، وذلك ما يعجب به علماء الاجتماع الآن).

فكان انتشار لسان العرب في هذه الأمم كلها واستعرابها قاطبة من عمل الإسلام الذي جعل العربية لسان العبادة بين العبد وربه. وأوجب على كل مسلم تعلم شيء منها يقيم به صلاته، وجعل فهم القرآن وهو غاية كل مسلم معلقاً على درس العربية وفهمها، وجعل حب النبي وقومه من أصول الإسلام، كما أوجب الحج لتكون هذه البقعة العربية القاحلة وهذا الوادي العاري غير ذي الزرع أحب إلى المؤمن من داره وبلده.

على هذا الأساس أنشئت الدولة الإسلامية الضخمة، وقامت تلك الحضارة الجليلة وبني الماضي العظيم، ولا صلاح لآخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

ثانوية (كركوك)

علي الطنطاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>