سلمت اليه والى علي بهادر الشحنة فمكث الوزير شهوراً ثم مرض ومات رحمه الله في جمادي الأولى سنة ست وخمسين وستمائة)
اما ابو الفدا فيقول في كلامه عن استيلاء التتر على بغداد وسبب مجيئهم (ان وزير الخليفة مؤيد الدين بن العلقمي كان رافضياً، وكان اهل الكرخ ايضاً روافض، فجرت فتنة بين السنية والشيعة ببغداد على جاري عادتهم فامر أبو بكر ابن الخليفة وركن الدين الدوادار العسكر فنهبوا الكرخ وهتكوا النساء وركبوا منهن الفواحش فعظم ذلك على الوزير ابن العلقمي وكاتب التتر واطمعهم في ملك بغداد) وبعد ان يذكر ما وقع بين جند الخليفة وجند السلطان وتغلب السلطان وتقدمه لحصار بغداد (خرج مؤيد الدين الوزير ابن العلقمي الى هولاكو فتوثق منه لنفسه وعاد الى الخليفة المستعصم وقال إن هلاكو يبقيك في الخلافة كما فعل بسلطان الروم ويريد ان يزوج ابنته من ابنك أبي بكر، وحسن له الخروج الى هلاكو فخرج اليه المستعصم في جمع من اكابر اصحابه فانزل في خيمة ثم استدعى الوزير الفقهاء والاماثل فاجمتع هناك جميع سادات بغداد والمدرسون، وكان منهم محي الدين بن الجوزي واولاده وكذلك بقى يخرج الى التتر طائفة بعد طائفة، فلما تكاملوا قتلهم التتر عن آخرهم)
ويجيء بعد ابي الفداء ابن الوردي وهو يأخذ عن ابي الفدا احياناً بالحرف، ولولا انه ذكر اشياء لم يذكهرا ابو الفدا لاغفلت ذكره، وهو بعد ان يذكر ما ذكره ابو الفدا عن فتنة بغداد وما ارتكب من الامور الشنيعة، وان ابن العلقمي ارسل الى هولاكو يستقدمه
يورد نص الرسالة التي ينفرد بذكرها فيقول (وكاتب التتر واطمعهم في بغداد وطمع الخبيث الغوي في اقامة خليفة علوي)(قلت) وكتب ابن العلقمي وكتب ابن العلقمي الى وزير اربل يطلعه على ذلك في رسالة (منها) أنه قد نهب الكرخ المكرم وقد ديس البساط النبوي المعظم وقد نهبت العترة العلوية واستؤسرت العصابة الهاشمية وقد حسن التمثيل بقول شخص من غزيه
امور تضحك السفهاء منها ... ويبكي من عواقبها اللبيب
قد عزموا على نهب الحلة والنيل، بل سولت لهم أنفسهم أمراً فصبر جميل.
أرى تحت الرماد وميض نار ... ويوشك أن يكون لها ضرام