للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شجر التوت وتربية الدود.

سمع الإمبراطور قصتهما فاشتد اهتياجه وحملهما على الوعد بأن يحاولا عند عودتهما إلى القسطنطينية في المرة التالية نقل شيء إليه من بيض دود القز. وفي سنة ٥٥٥ عاد الرهبان وقد خبأه في تجويفي عصوين من الغاب. وقد اشتدت العناية في القسطنطينية بهذا البيض تحت إشراف الراهبين. وصنع الدود لوزاته وأخرج فراشه كما لو كان لم ينقل إلى مسافة تقرب من نصف طول العالم. وهكذا بدأ صنع الحرير بداية حسنة في عهد ذلك الإمبراطور.

وكانت كل هذه الإجراءات تعمل في داخل القصر وتحت إشراف الإمبراطور شخصياً بما في ذلك إقامة أنوال تشتغل عليها النساء في نسج الثياب بين جدران القصر وبملاحظة الإمبراطور.

لكنه لم يكن في الإمكان الاحتفاظ بسر في القرن السادس في الأستانة حتى ولو كان ذلك السر في البلاط الإمبراطوري كما كان ذلك يفعل منذ قرون في الصين. وعلى الرغم من أن جوستنيان قد احتكر صناعة الحرير ولم يكن يسمح لأحد بصنعه فسرعان ما تسربت هذه الصناعة إلى العالم الغربي. ومن البيض الذي كان في تلك العصا نشأت هذه الصناعة وازدهرت في جنوب أوربا وبخاصة بالقرب من البندقية مدة الألف والمائتي العام التالية. وانتهت أخيراً مدة السر المكتوم التي دامت ثلاثة آلاف عام.

(يتبع)

ع. أ

<<  <  ج:
ص:  >  >>