يقرأون ما فيه. وكان في آخر الكلام (قطعوا الورقة) فضربت عنقه وهذا غاية في المكر والخزي) أما عن نهاية الوزير فيروي انه مات بعيد استيلاءالتتر على بغداد بتأثير الغنم والغيظ على ما أصابه من التتر في سبيل انتقامه من الدوادار ومشايعيه ويقول ابن خلدون في كلامه عن هلاكو (وقصد قلعة ألموت وبها صاحبها علاء الدين فبلغه في طريقه وصية ابن العلقمي وزير المستعصم ببغداد في كتاب ابن الصلايا صاحب اربل يستحثه للسير الى بغداد ويسهل عليه امرها لما كان ابن العلقمي رافضيا هو وأهل محلته بالكرخ، وتعصب عليهم أهل السنة بان الخليفة والدوادار يظاهرونهم، وأوقعوا باهل الكرخ وغضب لذلك ابن العلقمي ودس الى ابن الصلايا باربل وكان صديقاً له بان يستحث التتر للملك بغداد، وأسقط عامة الجند يموه بانه يصانع التتر بعطائهم، وسار هلاكو والتتر الى بغداد) وبعد أن يذكر فظائع التتر ببغداد وما قتلوا من أنفس أحصى عددها فبلغ المليون والثلاثمائة ألف يقول (. . . واستبقى ابن العلقمي على الوزارة والرتبة ساقطة عندهم فلم يكن قصاى أمره الا الكلام في الدخل والخرج متصرفاً من تحت آخر أقرب الى هلاكو منه فبقى على ذلك مدة ثم اضطرب وقتله هلاكو)
ويقول دحلان في كلامه عن مجيء التتر (وكان من أعظم الاسباب أن ابن العلقمي وزير المستعصم كان رافضيا وكان يريد نقل الخلافة من العباسيين الى العلويين فكاتب التتر وأطمعهم في ملك بغداد. . أما ابن العلقمي فلم يتم له ما أراد وذاق من التتر غاية الذل والهوان، فان هلاكو استدعاه بين يديه وعنقه على سواء ما فعله مع أستاذه، ثم قتله شر قتلة، وقيل إ ' نه مات حتف أنفه غماً وكمداً)